لبنان يخرج من عام الأزمات وانقطاع الكهرباء إلى عام الانتخابات

لبنان يخرج من عام الأزمات وانقطاع الكهرباء إلى عام الانتخابات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 كانون الثاني 2022ء) سلمى خطاب.عام قاسي مر على اللبنانيين، إذا حملت لهم سنة 2021 أزمات سياسية عديدة، وأزمة اقتصادية توصف بأنها الأسوأ في العالم، إلى جانب أزمات اجتماعية، وانقطاع شبه مستمر للكهرباء ونقص في الدواء والغذاء، لكنهم يدخلون عام 2022 على أمل تحمل لهم ولو قليل من الانفراج لأزماتهم المستمرة، خاصة مع الانتخابات النيابية المقررة في أيار/ مايو المقبل​​​.

2021 عام النقص والأزمات

ربما لم يعش اللبنانيون عاما اسوأ من عام 2021، فالتراجع الحاد في سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار أثر على كل مناحي الحياة، ففي يناير 2021 كان سعر الليرة اللبنانية يتراوح بين 8500 إلى 9000 ليرة لكل دولار واحد، لكن في ختام العام، انخفضت قيمة الليرة لتصل إلى 27 ألف ليرة مقابل الدولار، في السوق السوداء، على الجانب الأخر بقى السعر الرسمي للدولار في البنوك أمام الليرة ثابتا عند 1500 ليرة.

(تستمر)

وأثر هذا التراجع الحاد والمستمر لسعر العملة على كل مناحي حياة اللبنانيين، من نقص في الغذاء والدواء، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، إضافة إلى ما أزمة جديدة نتجت في المحروقات، بسبب انقطاع كهرباء الدولة لفترات طويلة تزيد عن الـ20 ساعة يوميا، واعتماد الناس بشكل أساسي على المولدات الكهربائية، وما نتج عن ذلك من أزمة في المياه أيضا.

كذلك عانى اللبنانيون خلال 2021 من نقص حاد في الوقود، وبات مشهد طوابير السيارات أمام محطات البنزين مألوفا، كذلك اسفر انفجار في صهريج للوقود في اب/أغسطس الماضي في فضاء عكار عن مقتل 27 شخصا وإصابة 79 آخرين، ما أشعل موجة من الاحتجاجات الغاضبة في البلاد.

إلى جانب هذه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، عانى لبنان خلال عام 2021 من أزمة سياسية وقضائية حادة، متعلقة بالتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، التي لم تسفر عن نتيجة حتى الآن، وتوقفت أكثر من مرة خلال العام نتيجة الخلافات السياسية، والاعتراضات على قاضي التحقيق.

ويواجه التحقيق صعوبات جمة بسبب اعتراض بعض القوى السياسية على رأسهم الأحزاب الشيعية الرئيسية حزب الله وحركة أمل على القاضي وإتهامه "بتسييس التحقيق"، وهذه التوترات أدت إلى أحداث الطيونة، في 14 تشرين الأول/أكتوبر الماضي والتي أعادت إلى أذهان اللبنانيين ذكريات الحرب الأهلية، حيث وقعت اشتباكات مسلحة، خلال مسيرة احتجاجية لأنصار حزب الله وحركة أمل، في منطقة الطيونة، بالعاصمة بيروت، للمطالبة بكف يد القاضي طارق بيطار المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، ما أسفر عن 7 قتلى وأكثر من 30 جريحا.

ووقع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وإصابة نحو 6500 آخرين، وتشريد الآلاف، وعقب الحادث، أشارت تقارير صحافية إلى أن مسؤولين سابقين ونواب لبنانيين كانوا على علم بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ دون أن يحركوا ساكنا، وطالب قاضي التحقيقات بمثول هؤلاء المسؤولين للاستجواب إلا انهم تمسكوا بحصانتهم ورفضوا الخضوع للتحقيق.

والنواب المعنيون هنا هم علي حسن خليل وزير المالية السابق، وغازي زعيتر وزير الأشغال السابق، ونهاد المشنوق وزير الداخلية السابق.

2022 عام الانتخابات

رغم أن لبنان يبدأ عام 2022 وهو ما زال غارقا في أزمات المستمرة، إلا أن بعض المتغيرات  المتوقعة في عام 2022 تشير إلى احتمالية حدوث انفراجة، أبرز هذه الأحداث هي الانتخابات النيابية المتوقع إجراؤها في أيار/مايو المقبل، وهي الانتخابات المتوقع أن تشهد منافسات حادة خاصة في ظل الأوضاع الصعبة والأزمات التي تعيشها البلاد.

كذلك، متوقع أن يبدأ مد الغاز المصري إلى لبنان في شباط/فبراير، وهو المشروع الذي يتم بالتنسيق بين مصر ولبنان وسوريا والأردن، وبتمويل من البنك الدولي، ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في التخفيف من حدة أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد.

كذلك تستمر محادثات الحكومة اللبنانية مع البنك الدولي وصندوق الدول خلال عام 2022 للحصول على تمويل وفتح مجالات للاستثمار في لبنان، ووضع خطة للتعافي الاقتصادي. وقال وزير الطاقة وليد فياض في نهاية عام 2021 إن المحادثات مع البنك الدولي تتقدم كثيرا وستصل إلى خواتيمها في الأشهر الأولى من عام 2022.

كما وصف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المحادثات مع صندوق النقد الدولي بأنها تسير "بشكل جيد"، لوضع خطة لتعافي الاقتصاد.

أفكارك وتعليقاتك