أنقرة قد تقوم بخطوات تسهيلية لمنع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا – خبير تركي

أنقرة قد تقوم بخطوات تسهيلية لمنع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا – خبير تركي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 01 فبراير 2022ء) سماهر قاووق أوغلو. أكد خبير تركي في العلاقات الدولية أن تركيا يمكن أن تقوم بخطوات تسهيلية منعاً لتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا والحيلولة دون وقوع صدام، لافتا إلى ضرورة موافقة طرفي الأزمة على لعب أنقرة دوراً في حل الخلاف بينهما​​​.

وقال الأستاذ الدكتور قمر قاسم عضو هيئة التدريس في جامعة بولو عزت بايسال، لوكالة سبوتنيك، "لدى تركيا علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، كما ترغب في التنسيق مع دول المنطقة بشأن أمنها".

وأضاف: "صاغت روسيا وتركيا آليات تعاون مختلفة حول أمن المنطقة عقب الحرب الباردة".

ولفت قاسم إلى أن رأي أنقرة بخصوص التوتر بين موسكو وكييف يتمثل تحديدا في عدم تحول هذا التوتر إلى اشتباك ساخن وإيجاد الطرفين سبل للاتفاق والتفاهم".

(تستمر)

وتابع: "تعتبر زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى أوكرانيا ولقائه مع الرئيس الأوكراني (فلاديمير) زيلينسكي ومن ثم لقائه مع الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين الذي قد يزور أنقرة عقب انتهاء أولمبياد بكين، آليات تعمل تركيا من خلالها لحل الخلاف بين البلدين دون تحوله إلى اشتباك".

  وحول ما إذا سيتمكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من إقناع زيلينسكي بالتفاهم مع روسيا، قال الخبير التركي: إن "القضية ذات الأولوية بالنسبة لتركيا هي منع تحول التوتر بين موسكو وكييف إلى صراع وبالتالي إن الأمر متعلق بطرفي الأزمة حيث يجب أن يقتنع الطرفان بضرورة التوصل إلى تفاهم".

وأوضح أن "احتمال لقاء الرئيسان الروسي بوتين والأوكراني زيلينسكي في اسطنبول أو بلد آخر أمر مستبعد حالياً، لأن الرئيس بوتين لم يطالب بمثل هذا اللقاء".

واستطرد: "يمكن لتركيا في المرحلة الأولى أن تلعب دوراً في توضيح مواقف طرفي الأزمة وشرحها لهما، وفي حال تم التوصل إلى نتيجة يمكن مناقشة ما يمكن القيام به لحل الخلاف بين الطرفين في مقدمتها موضوع دونباس هذا في المرحلة الثانية، وأعتقد أن أنقرة لن تتوانى عن لعب دورها في حال رأت كييف وموسكو ذلك مناسباً لهما".

ولفت الخبير التركي إلى الدور الذي لعبته تركيا وروسيا في حل الأزمة في قره باغ، قائلا "توصلت أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاقية حول قره باغ بعد حرب دامت 44 يوماً، والتي جاءت ثمرة التعاون بين روسيا وتركيا، لذا من الممكن تطوير صيغ مماثلة بين الطرفين، ولكن الأهم من ذلك موافقة روسيا وأوكرانيا واقتناعهما بقبول الدور الذي قد تلعبه تركيا في حل الخلاف واتخاذهما خطوات تسهل هذا الدور".

وأشار إلى أن تركيا قد تلعب دوراً تسهيلياً وليس وسيطاً يساهم في لقاء طرفي الأزمة".

وأعرب الخبير عن اعتقاده بأن أنقرة ستبذل كل ما بوسعها في حال توصلت روسيا وأوكرانيا إلى تفاهم حول دونباس.

وتابع قاسم "أفضى التعاون بين روسيا وتركيا في قره باغ إلى نتائج إيجابية رغم الصعوبات في التطبيق على أرض الواقع، حيث تم التوصل إلى نتائج دبلوماسية، ومن الممكن تطبيق آلية تعاون مماثلة في مسألة أوكرانيا، ولكن يجب تحويل ذلك إلى شكل تعاون دائم مستقبلاً، كما يجب عدم التركيز على موضوع دونباس فقط، بل ينبغي البحث عن آلية تعاون إقليمي طويل الأجل وتفعيل آليات الأمن الإقليمي مثل منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود  وقوة البحر الأسود (بلاك سافور)".

وختم بالقول: " ولكن على طرفي الأزمة الاتفاق على ذلك في بادئ الأمر".

وتشهد المنطقة حاليا حالة توتر ناجمة عن اتهامات واشنطن والاتحاد الأوروبي لروسيا، بالتحضير لغزو أوكرانيا، وهو ما ترفضه موسكو، التي أكدت في مناسبات عدة أن هذه الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" على حدود روسيا.

وأعرب الرئيس التركي، في وقت سابق، عن استعداد بلاده لأن تكون وسيطاً بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن "الرئيس إردوغان، دعا قادة روسيا وأوكرانيا فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي إلى تركيا لبحث الخلافات وحلها".

وأعرب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، تعليقا على الدعوة التركية، عن ترحيب الكرملين بجهود أي دولة لتسوية الوضع في أوكرانيا؛ مؤكدا انه إذا تمكنت تركيا من التأثير على كييف ودفعها للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك فهذه خطوة لا يمكن سوى الترحيب بها.

أفكارك وتعليقاتك