خبيرة لسبوتنيك: نحو 90% من غاز قطر مباع ولذا يصعب عليها توفير كل احتياجات أوروبا من الغاز

خبيرة لسبوتنيك: نحو 90% من غاز قطر مباع ولذا يصعب عليها توفير كل احتياجات أوروبا من الغاز

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 02 فبراير 2022ء) أمين شيا. أكدت المديرة الإقليمية لقسم الشرق الأوسط في معهد إدارة الموارد الطبيعية، لوري هايتايان، أن قطر مرتبطة بعقود طويلة الأجل لبيع نحو 90 بالمئة من الغاز الذي تنتجه، ما يصعب عليها تلبية كافة احتياجات أوروبا من الغاز في حالة حدوث نقص بسبب الأزمة الأوكرانية​​​.

وقالت هايتايان، وهي خبيرة في شؤون النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريحات لسبوتنيك "90 إلى 95 بالمئة من الغاز القطري مرتبط بعقود طويلة الأجل، لذلك سيكون من الصعب على قطر أن توقف تلك الارتباطات من أجل تحويل الإمدادات إلى أوروبا! لكنها يمكنها بيع المتبقي بعد تلك الارتباطات إلى أوروبا".

وأضافت "هناك حالة أخرى تستطيع من خلالها زيادة تلك الكمية وهي إذا كان هناك اتفاق بين "قطر للطاقة" والمشترين في آسيا، فربما تكون هناك إمكانية لتحويل بعض الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا".

(تستمر)

 

إلا أنها أردفت "سيكون من الصعب استبدال الغاز الروسي بمصادر أخرى وفي فترة وجيزة! تزود روسيا أوروبا بـ 40 بالمئة من الغاز".

وفيما يتعلق بمدى استفادة قطر من هذا الموضوع، قالت هايتايان "يمكن لقطر استغلال الأزمة الحالية لجذب الاتحاد الأوروبي لتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الذي سيتم إنتاجه بحلول عام 2026".

وتابعت "لكنني لا أعتقد أن قطر ستفعل الكثير في حال تفاقم الأزمة الروسية  الأوكرانية إلى درجة وقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا".

 وحول تأثير فكرة الاستعاضة عن الغاز الروسي بالغاز المستورد على اقتصادات القوى الصناعية الكبرى في الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا وفرنسا، قالت هايتايان "بالتأكيد سيكون له تكلفة! الغاز الطبيعي المسال أغلى ثمناً من الغاز عبر الأنابيب وإذا كان يأتي من أماكن بعيدة مثل آسيا أو الولايات المتحدة فسيظهر في فواتير المستخدمين النهائيين ما لم ترغب بعض الحكومات في الإحجام وهو ما أشك فيه!".

وتابعت "سيتم استخدام هذا من قبل العديد من الحكومات في أوروبا للضغط من أجل المزيد من الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة والمزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير للتخزين وما إلى ذلك".

وفي سياق متصل، قالت الخبيرة في شؤون النفط والغاز، ردا على سؤال حول إمكانية إنشاء خط أنابيب غاز يربط قطر بخط نقل الغاز التركي عبر دول أخرى مثل العراق والكويت وغيرها "ولماذا لا يكون خط أنابيب شرق البحر المتوسط؟".

وأوضحت قائلة "لقد باعت مصر 0.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وهناك إمكانية لزيادة هذا الرقم من خلال زيادة الاستثمار في مصر وإسرائيل (اللتان تنتجان الغاز) وزيادة الاستثمارات في لبنان وقبرص من أجل مزيد من الاكتشافات".

وأردفت الخبيرة في شؤون النفط والغاز "يعتبر غاز خط أنابيب شرق البحر المتوسط هو الأقرب لتوفير الغاز لأوروبا، لكنه يحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية".

 يذكر أن وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر سعد بن شريده الكعبي، قد أكد أمس أن قطر أو أي دولة أخرى مصدرة للغاز لا تستطيع بمفردها تلبية كافة احتياجات أوروبا من الغاز بدون الإخلال بالإمدادات إلى مناطق أخرى حول العالم.

وشدد الوزير القطري على أن أمن الطاقة في أوروبا يتطلب جهداً جماعياً من العديد من الأطراف.

يذكر أن الأزمة الأوكرانية، والتطورات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، أثارت مخاوف أوروبا من قطع روسيا إمدادات الغاز، المار أساسا عبر أوكرانيا، في حال تفاقمت الأمور إلى نزاع مسلح.

ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو أربعين بالمئة من احتياجاته، على صعيد موارد الطاقة، من روسيا؛ وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة.

وهذا الوضع المتأزم أعاد الحديث عن إمكانية مد أوروبا بالغاز القطري، خاصة بعد منح الرئيس الأميركي قطر صفة حليف استراتيجي من خارج الناتو، خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد مؤخرا إلى واشنطن، حيث شملت محادثاتهما ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وتتهم الدول الغربية روسيا بالاستعداد لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدة، معتبرة الاتهامات ذريعة لزيادة الوجود العسكري لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قرب الحدود الروسية.

ويتم تداول معلومات في الإعلام الغربي، حول أن موسكو قد ترد بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، في حال أقرت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة، على خلفية الوضع حول أوكرانيا.

أفكارك وتعليقاتك