انطلاق أعمال المؤتمر الدولي لـ "أبحاث التوحد " في أبوظبي

انطلاق  أعمال المؤتمر الدولي لـ "أبحاث التوحد " في أبوظبي

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 28 أبريل 2023ء) انطلقت اليوم في أبوظبي أعمال المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد في دورته الـ 11 الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون والتنسيق مع مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي والجمعية الروسية لتحديات التوحد وحلوله بموسكو، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم .

ويشهد المؤتمر - الذي يقام في فندق الشاطئ روتانا وصاحبه تنظيم ثلاث ورش تدريبية عملية أقيمت أمس قبل مدربين عالميين - مشاركة 52 متحدثا من الخبراء والمتخصصين في مجالي تعديل السلوك والطب الحيوي ومستجداته، إلى جانب عدد من الجهات والمؤسسات من 26 دولة من أنحاء العالم.

ويمثل المؤتمر فرصة مهمة للعودة إلى نهج متكامل لدمج أصحاب الهمم، وضرورة التحديد المبكر للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد ( ASD) والتدخل المبكر وإدماجهم في نظام التعليم.

(تستمر)

وتم خلال المؤتمر استعراض أحدث المهارات والخبرات في مجال تطوير الأساليب الحديثة في معالجة اضطراب التوحد ضمن جلسات حوارية ومناقشات وأبحاث علمية وعروض مرئية تتضمن حلولاً وافكار اً تطويرية بمشاركة عدد كبير من الأطباء والباحثين والخبراء المختصين من الاكاديميين العالميين في هذا المجال.

وقال سعادة عبد الله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر :" إن دولة الإمارات تولي اهتماماً واسعاً بأبنائها من مختلف الفئات ولاسيما أصحاب الهمم لضمان تمكينهم واندماجهم في المجتمع واستغلال طاقاتهم في العمل والبناء وقد أصدرت القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 الذي يضمن حقوقهم في كافة المجالات الصحية، والتعليمية، والمهنية، والاجتماعية كما أطلقت السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، لتحقيق مشاركتهم الفاعلة والفرص المتكافئة لهم في ظل مجتمع دامج، فضلاً عن سياسة حماية أصحاب الهمم من الإساءة والتي تهدف إلى مكافحة جميع أشكال الإساءات التي قد يتعرض لها أصحاب الهمم مثل حرمانهم من أساسيات الرعاية والتأهيل والعناية الطبية أو الترفيه والدمج المجتمعي، أو استغلالهم في جلب المنافع المادية " .

وأشار إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي 2020-2024 بمشاركة أكثر من 28 جهة حكومية محلية واتحادية بهدف جعل الإمارة مدينة دامجة ومهيأة وممكنة لأصحاب الهمم، مؤكدا أن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أحد المؤسسات العاملة في تقديم الرعاية والتأهيل لتلك الفئات تواصل جهودها في تقديم أرقى سبل الرعاية والتأهيل لهم ومنهم مصابو التوحد، ليستفيدوا من الدعم الكبير واللامحدود الذي تحظى به المؤسّسة من قيادتنا الرشيدة .

ولفت إلى أن عدد طلاب التوحد الملتحقين بمراكز المؤسسة يبلغ 418 طالباً وطالبة، منهم 169 بمركز أبوظبي للتوحد، و110 بمركز العين للتوحد، و71 في باقي المراكزا المنتشرة على مستوى إمارة أبوظبي فيما يضم التأهيل المهني والزراعي 68 طالباً وطالبة وهم ممن تتجاوز أعمالهم 15 عاماً تقدم لهم خدمات الرعاية الصحية والنفسية وأحدث طرق العلاج والتأهيل من خلال توفير أفضل الأطباء والمعالجين والمدربين المتخصصين ويتم تزويد مراكز زايد العليا المتخصصة دائما بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة والمبتكرة لذلك.

ونوه إلى اكتشافهم المواهب المتميزة من العديد من المصابين الذين استطاعوا التغلب والتعويض بابتكارهم، وإبداعهم في مجالات عديدة عملية وفكرية واستفادوا إلى حد كبير في الانتقال إلى مرحلة متقدمة من الاندماج مع أقرانهم في المدارس وفي المجتمع عموما.

وأوضح أن استضافة أبوظبي لأعمال هذا المؤتمر المتخصص للمرة الأولى يأتي استكمالا للنجاحات التي تحققت في مجال رعاية وتأهيل مختلف فئات أصحاب الهمم ولاسيما مصابي التوحد، معربا عن أمله أن تتواصل هذه النجاحات من خلال هذا التجمع العالمي والذي يتم فيه تبادل الخبرات وعرض التجارب المثمرة وتُطرح وتناقش فيه المواضيع المختلفة بشكل موضوعي وعلمي يُثري الخبرات والتجارب لجميع المشاركين والمتخصصين في هذا المجال ليدعم تطور الخدمات وأساليب الرعاية والتأهيل لأطفال التوحد .

من جانبها قالت يي كاترينا رئيسة الجمعية الروسية لتحديات التوحد في كلمتها بالمؤتمر “ إن التوحد بات تحديا حقيقيا يواجه العالم الحديث، وتفاقمت حدته إلى درجة أصبح فيها من الجلي أنه لا يمكن تجاوز هذه المشكلة إلا من خلال تضافر جهود جميع الأطراف المعنية من المؤسسات العلمية إلى الهيئات الوطنية والدولية إلى أولياء الأمور ” .

وأكدت أن مرض التوحد يعد حالة مستقلة بذاتها منذ حوالي 100 عام، ولفترة طويلة تم التعامل معه على ذلك الأساس، حيث اعتقد العديد من الخبراء أنه يمكن حل المشكلة من خلال الاستعانة بطرق متخصصة ومركزة، ففي حين كان علماء النفس يطورون طرقا نفسية صرفة، اعتقد الأطباء النفسيون أن الأدوية والعقاقير قادرة بمفردها ايقاف استفحال المرض، وفي الوقت نفسه، فصل الأخصائيون الاجتماعيون الأشخاص المصابين بالتوحد عن البقية، بينما اعتقد علماء الأجنة أن جذر المشكلة يكمن في الجينات فقط، وفي القرن الواحد والعشرين بدأ العالم يعي حقيقة أنه لا يوجد سبب واحد فقط للتوحد، وعليه، فإن حل المشكلة لن يقتصر على طريقة واحدة، لقد تعلمنا جميعا أن التوحد يتطلب منهاج متعدد الأبعاد.

وأوضحت أن هذا المنتدى انطلق في عام 2013 تحت مسمى "التوحد - التحديات والحلول"، وكانت الفكرة بسيطة للغاية وهي: إنشاء فضاءات تتحد فيها جميع تلك الأطراف بصورة متساوية وتتعلم الاستماع إلى بعضها البعض من أجل تحقيق أكبر فائدة مرجوة لأطفالنا، وكان العلماء من دول الخليج والمنطقة العربية يقصدون موسكو لسنوات عديدة متتالية، ليقدموا أبحاثهم إلى الجمهور الروسي.

وقالت “ لقد شاهدنا للتو فيلما رأينا فيه شابا رائعا وجد عملا وشرع يمارس دوره في خدمة المجتمع، وهو أمر أساسي لأي أنسان، لكننا نعلم جميعا أنه مصاب بالتوحد، مما يعني أنه يحتاج إلى الدعم والمؤازرة، وعندما نشاهد هذا الفيلم، نفهم الخطوات الواجب اتباعها منذ مرحلة الطفولة المبكرة حتى يتمكن الشخص المصاب بالتوحد في نهاية المطاف من العثور على وظيفة وممارسة دوره كعضو فاعل في المجتمع، ويجب تطبيق أساليب فعالة للعلاج منذ الطفولة المبكرة، كما يجب البحث عن المؤشرات الحيوية حتى نضمن التشخيص الصحيح في أقرب وقت ممكن، ويعقب ذلك دمج هؤلاء الأطفال في التعليم المدرسي، وبعد التحاقهم بالمدرسة، يجب التفكير في المهارات التي لا بد للشاب التسلح بها بعد المدرسة، ليتسنى له تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية في الحياة”.

وأضافت “ أن نظام الدعم بأكمله متواصل ومتحد ويبدأ منذ الولادة ويتطلب منا العمل بروح الفريق والتعامل مع أكثر من جانب وأكثر من بُعد. ولا يمكن بناء نظام الدعم هذا إلا بعد بناء جسور الثقة بين جميع الأطراف وإرساء الوعي، ويمكن للمعارف توحيد الآباء، والعلماء والممارسين للطب”.

وأكدت أن حكومة دولة الإمارات تبذل قصارى جهدها لإنشاء نظام دعم متعدد الأبعاد للأطفال والبالغين المصابين بالتوحد، مشيرة إلى أن روسيا الاتحادية بدورها تولي اهتماما خاصا لمشكلة التوحد ويضمنها في الإطار التشريعي. وعلى الرغم من أنه لا يزال يتعين القيام بالعديد من الأمور وبذل الكثير من الجهود، فإن تطوير التعليم الشامل هو بالفعل جزء من سياسة روسيا وفي بلدها، يتم بدء المشاريع وتمويلها لتطوير نماذج للرعاية الطبية متعددة التخصصات للأطفال المصابين بالتوحد، كما تدعم الحكومة المنظمات غير الربحية التي تصيغ بخبرة وديناميكية نماذج للتعليم، وتقنيات العلاج المبكر، فضلا عن الاهتمام بالإدماج والتوظيف للمصابين بالتوحد.

وأعربت عن سعادتها لأن تتاح الفرصة للعلماء والخبراء الطبيين والمحللين السلوكيين من روسيا هنا في أبو ظبي لتقديم إنجازات وحلول حقيقية في عدد من الجوانب التي تهدف إلى دعم الأشخاص المصابين بالتوحد.

أفكارك وتعليقاتك