الحد من هدر الطعام.. مبادرات إماراتية مبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة

الحد من هدر الطعام.. مبادرات إماراتية مبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة

-حملة "استدامة وطنية" تستعرض التأثير الإيجابي لمشاريع الاستدامة في الدولة .. الحد من هدر الطعام.. مبادرات إماراتية مبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة.

- الإمارات اتخذت العديد من التدابير وأطلقت برامج ومبادرات رائدة للحد من فقد وهدر الغذاء.
- الإمارات تستهدف الحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50 % بحلول عام 2030.
- مبادرة "نعمة".. منظومة استراتيجية للتشجيع على تبني السلوكيات الإيجابية والترشيد في استهلاك الغذاء.
- هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تواصل تنفيذ مشروع حفظ النعمة لعلاج ظاهرة الإسراف في استهلاك المواد الغذائية.
- بنك الإمارات للطعام.. مبادرة مبتكرة لإدارة فائض الطعام وتقليل هدره وتوزيع الغذاء الصالح للاستهلاك على المستفيدين داخل الدولة وخارجها
- الأغذية المفقودة والمهدرة تنتج ما بين 8 إلى 10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

(تستمر)


- ثلث إجمالي الطعام المنتج في العالم ينتهي إلى النفايات سنوياً بما يعادل 1.3 مليار طن من الغذاء بقيمة تريليون دولار .
أبوظبي في 5 يوليو /وام/ تحظى قضية الحد من هدر وفقد الغذاء بأولوية خاصة في دولة الإمارات، لما تحمله من مكاسب متعددة تطال فوائدها المناخ والأمن الغذائي واستدامة نظم الأغذية الزراعية.
ويعد فقدان الأغذية وهدرها من أبرز التحديات التي تواجه الأمن الغذائي، وفي هذا الإطار تبذل دولة الامارات جهوداً كبيرة من أجل إيجاد حلول مبتكرة وفاعلة لتقليص كميات الطعام التي يتم هدرها.
ويحمل الهدر الغذائي تأثيرات ضارة بالبيئة، حيث تنتج الأغذية المفقودة والمهدرة ما بين 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مما يساهم في مناخ غير مستقر وظواهر مناخية شديدة مثل الجفاف والفيضانات، كما يعني إهدار الطعام إهدار الموارد التي استخدمت في إنتاجه مثل المياه والطاقة والعمالة، ما يشكل ضغطاً غير ضروري على الموارد الطبيعية.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن ثلث إجمالي الطعام المنتج في العالم ينتهي به الأمر في النفايات، وهو ما يعادل 1.3 مليار طن من الغذاء أو ما قيمته تريليون دولار تضيع هباءً كل عام، وفي المتوسط، يهدر كل شخص حول العالم 95 كيلوغراماً من الطعام سنوياً، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم إلى نحو 828 مليون شخص في عام 2021، بزيادة قدرها نحو 46 مليون شخص منذ عام 2020.
ويتوقع أن يسهم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي يعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في "مدينة إكسبو دبي"، في دعم الجهود الدولية للحد من فقد وهدر الغذاء، وتطوير وتسريع المبادرات ذات الصلة لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامته، إضافة إلى حض الحكومات والأعمال التجارية والمؤسسات على قطع التزامات طوعية للحد من هدر الغذاء ولتسريع التقدم نحو تحقيق الهدف 3-12 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يدعو إلى خفض هدر الأغذية للفرد إلى النصف على مستوى البيع بالتجزئة والاستهلاك والحد من الخسائر على طول سلاسل الإنتاج والتوريد، بما في ذلك خسائر ما بعد الحصاد.
كما يستعرض محور "الأثر" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر "COP28"، التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في دولة الإمارات على مختلف المجالات، حيث تهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.
- استراتيجية طموحة .
واتخذت دولة الإمارات العديد من التدابير للحد من فقد وهدر الغذاء، كما أطلقت الدولة خلال الأعوام الماضية العديد من البرامج والمبادرات لتشجيع سلوكيات الحد من هدر الطعام، وإدارة الفائض منه وإيصاله إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل الدولة وخارجها.
ومن أبرز مبادرات دولة الإمارات في هذا السياق، تشكيل اللجنة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء المنبثقة من مجلس الإمارات للأمن الغذائي، كما وضعت الإمارات استراتيجية طموحة للأمن الغذائي تهدف للوصول إلى صدارة مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، وتتكون الاستراتيجية من توجهات استراتيجية يهدف أحدها إلى الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية.
- مبادرة "نعمة".
وجاء إطلاق المبادرة الوطنية للحد من فقد الغذاء وهدره "نعمة" ليشكل إضافة نوعية لملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات، حيث تم إطلاقها العام الماضي تأكيداً على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأهمية مواجهة فقد وهدر الغذاء، وتشكيل منظومة استراتيجية على مستوى الدولة للتشجيع على تبني السلوكيات الإيجابية والترشيد في استهلاك الغذاء، لاستدامة الموارد بما يتوافق مع القيم الوطنية لدولة الإمارات، واستناداً إلى أسس المسؤولية المجتمعية، وإدارة الموارد الوطنية بكفاءة.
وانبثقت مبادرة "نعمة" نتيجة تعاون مشترك بين وزارة التغير المناخي والبيئة، و"مؤسسة الإمارات"، حيث تعمل على تنسيق جهود الهيئات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع تحت مظلة مشتركة، للحد من فقد وهدر الغذاء عبر سلسلة الإمداد الغذائية، ابتداءً من عملية الإنتاج إلى الاستهلاك والتي تشمل المزارع، والشركات، والموزعين، وبائعي التجزئة حتى الأفراد.
وتهدف مبادرة "نعمة" إلى تحقيق التزام دولة الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول العام 2030 استناداً إلى الهدف 3-12 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وخلال شهر رمضان الماضي، تمكَّنت "نعمة"، بالتعاون مع بنك الإمارات للطعام، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من توفير مليون وجبة طعام من فائض الطعام وإيصالها للمستحقين داخل الدولة، بالتنسيق والتعاون مع العديد من الشركاء في القطاعين العام والخاص في الدولة.
-دليل لتقليل هدر الغذاء.
وفي شهر مارس الماضي تم إطلاق دليل "كيف تقلل هدر الغذاء باستخدام ثلاث مبادرات قليلة التكلفة – دليل عملي للموائد المفتوحة في المطاعم"، الذي شكل خطوة مهمة ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للحد من فقد الغذاء وهدره "نعمة" لإشراك قطاعات الأعمال والأفراد وصولاً إلى تحقيق هدفها لعام 2030 وهو تخفيض فقد وهدر الغذاء بنسبة 50 بالمئة. ويركز الدليل على 3 مبادرات يمكن لقطاع الضيافة تطبيقها لتوعية الجمهور بالجهود المبذولة للحد من فقد وهدر الغذاء وتعزيز التغيرات السلوكية الإيجابية، تشمل تطوير رسائل حول فقد وهدر الغذاء مُصممة بمساعدة علماء متخصصين في السلوك للتحفيز على تقليل ما يتبقى في الأطباق من الغذاء، والعرض البصري لكمية الغذاء في الحصة الواحدة لملاحظة حجم المطلوب من غذاء والمساعدة على اتخاذ قرارات أكثر استدامة، إضافة إلى استخدام سلال نفايات شفافة تُظهر كمية الهدر لتكون بمثابة تذكير مرئي بالأثر اليومي لهدر الغذاء.
- مشروع حفظ النعمة.
وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ مشروع حفظ النعمة، الذي بدأ منذ عام 2004، للحد من الإسراف في استهلاك المواد الغذائية، حيث يستقبل المشروع تبرعات الأطعمة الجاهزة والوجبات، التي لم تمتد إليها الأيدي، ويتبع معايير ومواصفات عالية الجودة في السلامة والصحة الغذائية، والحفاظ على الأطعمة الفائضة وطرق إعادة تعبئتها، ومن ثم توزيعها على المستفيدين من الأسر المعوزة وعمال الشركات بسيارات جهزت خصيصاً لذلك.
وتسعى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من خلال مشروع حفظ النعمة إلى سد الحاجة لدى الشرائح المستفيدة، ووصول المساعدات بطريقة سهلة وآمنة، والمحافظة على البيئة من خلال تدوير الفائض عن الحاجة، وحفظ الموارد من الهدر والاستهلاك، والاستفادة منها على وجه أفضل.
- بنك الإمارات للطعام.
ويعد بنك الإمارات للطعام، الذي تم إطلاقه في عام 2017 تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أحد أبرز الجهات في دولة الإمارات التي تعمل على إدارة فائض الطعام وتقليل هدره، وتوزيع الطعام الصالح للاستهلاك على أكبر عدد من المستفيدين داخل الدولة وخارجها، والمشاركة على المستوى العالمي في محاربة الفقر والجوع، إضافة إلى رفع الوعي المجتمعي والتعريف بأهمية تقليل فائض الطعام.
ووزع بنك الإمارات للطعام أكثر من 50 مليون وجبة منذ تأسيسه، كما حقق نتائج مميزة خلال العام الماضي، حيث وصلت كمية الأغذية التي استُلمت إلى أكثر من 11 مليون وجبة، جرى توزيعها في دولة الإمارات وخارجها على أكثر من 11 مليون شخص، ونجح البنك في استغلال كمية فائض طعام بما يقارب 10 ملايين وجبة.
كما وزع بنك الإمارات للطعام خلال شهر رمضان الماضي أكثر من 5.1 ملايين وجبة على المستحقين، محققاً زيادة تربو على 70% عن الرقم المستهدف وهو ثلاثة ملايين وجبة طعام.
وتتعدد مبادرات الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات للحد من هدر وفقد الغذاء للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة من خلال الحملات والبرامج التوعوية التي تقديم النصائح والإرشادات للمستهلكين حول أهمية الحفاظ على الطعام، وتعزيز الوعي بأهمية التسوق الذكي القائم على شراء الاحتياجات الضرورية من الأغذية بالكميات التي تناسب عدد أفراد الأسرة.
يذكر أن تقريراً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأم المتحدة "الفاو" أظهر أن 14 في المائة من الأغذية في العالم تُفقد بعد حصادها وقبل أن تصل إلى الأسواق، وتؤكد المنظمة أن الأغذية التي تُفقد وتُهدر يمكن أن تطعم 1.26 مليار جائع حول العالم كل عام، من جانبه، أوضح تقرير مؤشر نفايات الأغذية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 17 في المائة من الأغذية يتم هدرها أثناء البيع بالتجزئة ومن قبل المستهلكين، لا سيما في المنازل.

أفكارك وتعليقاتك