زيارة ماكرون للقاهرة غدا مهمة للداخل الفرنسي وتدعم التواجد الفرنسي في المنطقة – نائب مصري

زيارة ماكرون للقاهرة غدا مهمة للداخل الفرنسي وتدعم التواجد الفرنسي في المنطقة – نائب مصري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 26 كانون الثاني 2019ء) مصطفى بسيوني. اعتبر أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري النائب طارق الخولي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة، والتي تبدأ غدا الأحد، بمثابة أهمية كبيرة للداخل الفرنسي، ويسعى بها ماكرون لتعزيز التواجد الفرنسي في مناطق التأثير​​​.

وقال الخولي في تصريحات لوكالة سبوتنيك "الزيارة تأتي في مرحلة هامة على مستوى الداخل الفرنسي، أعتقد من خلال الزيارة يحاول ماكرون فتح آفاق جديدة مع دول ذات تأثير في المتوسط وواعدة اقتصاديا كمصر بهدف تعزيز السياسات الاقتصادية الفرنسية وأيضا تعزيز التواجد والامتداد  الفرنسي في مناطق التأثير".

وأضاف الخولي "أعتقد أن مصر بوابة المنطقة وإفريقيا ونعلم مدى الاهتمام الفرنسي بالمنطقة وبالقارة الإفريقية والدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا، والزيارة تأتي في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، كل هذه الأمور تثقل هذه الزيارة وتدفع ماكرون لوضع كافة الرؤى التي يمكن من خلالها التنسيق مع القاهرة في مختلف الملفات".

(تستمر)

وأوضح الخولي "التعاون الاقتصادي بين البلدين كبير، والتبادل التجاري بين البلدين ضخم بالفعل وأتوقع أن يعزز خلال الزيارة بعدد من الاتفاقيات، لدعم التعاون الاقتصادي المصري الفرنسي والتعاون الإفريقي الفرنسي أيضا".

ولفت الخولي "على الصعيد العسكري مصر من الدول التي كان لها دور كبير في التعاون العسكري مع فرنسا وأيضا التعاون الاستخباراتي، ومصر بشراءها لصفقة الرافال الشهيرة روجت لهذه الطائرة وكانت فاتحة خير لفرنسا للتعاقد مع العديد من البلدان على طائرات الرافال".

وأكد الخولي "التعاون بين مصر وفرنسا في مجال الهجرة غير الشرعية تعاون كبير، في مجال المعلومات وفي المجال الأمني، فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية تنظر لمصر نظرة احترام في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، فلم تخرج مركب هجرة غير شرعية واحدة منذ عام 2016، وهذا محل تقدير من الجانب الفرنسي، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، ليس فقط عبر الآليات الأمنية، ولكن أيضا عبر التوعية وبرامج التدريب والتعاون الاقتصادي الذي يمكن من خلاله تعزيز الاستثمار الأوروبي في إفريقيا وبالتالي الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية".

وأشار الخولي "هناك مجهود كبير جدا يتم على المستويين الشعبي والبرلماني لتعميق العلاقات المصرية الفرنسية، لدينا جمعية صداقة برلمانية مصرية فرنسية، السفير الفرنسي في تواصل مستمر معنا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وتجمعنا به صداقة وتقارب شديد، ونتناول دائما القضايا ذات الاهتمام المشترك بوجهات النظر والنقاش، سواء في العلاقات الشتركة أو المحيط الأورومتوسطي وما يواجهه من تحديات كبيرة".

أستاذ السياسة بجامعة القاهرة حسن نافعة لا يستبعد صلة زيارة ماكرون للقاهرة بالأوضاع الداخلية في فرنسا المتمثلة في مظاهرات السترات الصفراء الممتدة منذ نهاية عام 2018.

وأكد نافعة في حديثه لوكالة سبوتنيك "لا أستبعد علاقة زيارة ماكرون للقاهرة بالوضع الداخلي لفرنسا، فالزيارة تحمل رسالة أن ماكرون رئيس قادر على القيام بالدور اللازم لحماية مصالح فرنسا في الخارج، ودعم العلاقات الحيوية لفرنسا خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ولا من السيسي وماكرون يحتاج إلى التأكيد على ثقله الإقليمي والدولي".

ويرى نافعة أن وزن مصر في المنطقة يدفع دولا كثيرة لدعم علاقاتها مع مصر، ويوضح "مصر في وضع يجعلها جاذبة للدول الكبرى التي تسعى لتطوير علاقاتها بالمنطقة، خاصة بعد تآكل الدور السعودي بعد أزمة جمال خاشقجي، والأزمات في العائلة الحاكمة في السعودية، ورغم الوضع الحقوقي والسياسي في مصر الذي قد يتلقى انتقادات، إلا أنها أصبحت لاعب رئيسي في المنطقة، وطورت علاقات طيبة بكل الدول الكبرى".

ويضيف نافعة "ماكرون يواجه أزمات داخلية، وفرنسا استثمرت في علاقاتها بمصر منذ 2013، ورغم طبيعة النظام المصري، إلا أنه يتمتع بالاستقرار النسبي الذي يطمئن الدول الأوروبية وفرنسا، كما أن النظام في مصر حرص على دعم شرعيته بتنويع العلاقات الخارجية، فدعم علاقاته بروسيا والصين وفرنسا وإيطاليا فضلا عن أميركا وإنجلترا وغيرها. وفرنسا تجمعها هموم مشتركة مع مصر منها الأزمة في لبيبيا والأزمة السورية، وباقي أزمات المنطقة والتي يمكن لمصر أن تلعب فيها دورا رئيسيا، يتفق مع التوجهات الرئيسية لفرنسا، هذا فضلا عن قضية الهجرة غير الشرعي عبر المتوسط".

وشهدت العلاقات المصرية الفرنسية تطورا ملحوظا في السنوات السابقة، حيث عقدت مصر عدة صفقات عسكرية ضخمة، تضمنت حصول مصر على طائرات الرافال الفررنسية وقطع بحرية.

زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث وصل إلى 2.5 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات الفرنسية في مصر خمسة مليار دولار، بحسب تصريحات صحفية للناطق الرسمي باسم الحكومة المصرية نادر سعد، أوضح فيها أن عدد الشركات الفرنسية التي تعمل في مجال الاستثمار في مصر يبلغ نحو 1600 شركة.

وتعد زيارة ماكرون للقاهرة هي الأولى منذ توليه الرئاسة الفرنسية في 2017، ومن المتوقع أن تشهد توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين.

أفكارك وتعليقاتك