المحادثات التجارية الصينية الأمريكية هل تشهد انفراجة في العام 2019

المحادثات التجارية الصينية الأمريكية هل تشهد انفراجة في العام 2019

بكين ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 31 كانون الثاني 2019ء) بدأ وفد صيني برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة الصينى 'ليو خه' الجولة السابعة من المحادثات التجارية رفيعة المستوى مع الجانب الأمريكي في واشنطن أمس .

ويقول مراقبون إن المفاوضات بدأت على نحو متفائل، حيث أرسل البيت الأبيض رسالة ترحيب إلى الوفد الصيني لدى وصوله.

وقد وصل الوفد الصيني رفيع المستوى بقيادة 'ليو خه' إلى الولايات المتحدة منذ يوم الإثنين. قال خبراء أن ظهور الوفد في واشنطن قبل يومين من بدء المحادثات سيُنظر إليه على أنه علامة على حسن النية من الجانب الصيني.

ويبدو أن هذا النية قوبلت بردّ فعل إيجابي من الجانب الأمريكي.. اذ أعلنت كل من المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ووزير الخزانة ستيفن مونشين يوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع مع 'ليو خه' خلال أسبوع المحادثات، وهو أمر غير معتاد.

(تستمر)

وقد بدأ الرئيس ترامب اجتماعا مفاجئا مع 'ليو خه' في مايو الماضي عندما كان الجانبان في الجولة الثالثة من المحادثات في واشنطن.

وكانت الجولات الست السابقة من المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم انتهت من دون أي اتفاقات ذات مغزى، وتم فعليًا فرض رسوم جمركية من الجانبين ابتداءً من يوليو الماضي على قائمة من السلع. وقد أنتجت التعريفات عواقب غير جيّدة لكلا الجانبين.

وفي اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بوينس آيرس، بالأرجنتين، في 1 ديسمبر 2018، توصل الزعيمان إلى توافق جديد حول الجهود الجديدة للتفاوض من أجل حل النزاعات التجارية في غضون 90 يومًا.

وعلى الجانب الصيني، كان الاتفاق بين الزعيمين الرئيسيين في بوينس آيرس بمثابة الأساس لما سيتبعها من إجراءات، واعتبرت تحضيراً لمستوى أعلى من المفاوضات التي كانت على مستوى نواب الوزراء.

الجدير بالذكر أن المحادثات على هذا المستوى التي عقدت من 7 إلى 8 من يناير، تم تمديدها بشكل غير متوقع لمدة نصف يوم في تطور ينظر إليه على نطاق واسع على أنه علامة إيجابية على المشاركة المتبادلة في الدفع من أجل التوصل إلى حل براغماتي. وقد كان حضور نائب رئيس مجلس الدولة 'ليو خه' في الاجتماع مفاجأة سارة للمسؤولين الأمريكيين، وأكد مرة أخرى على التزام الصين بحل النزاعات التجارية.

ومنذ الاجتماع بين كبار قادة الدولتين، أدلى نائب الرئيس الصيني 'وانغ تشي شان' بتعليقات إيجابية حول الصين والولايات المتحدة.

وفي 10 يناير، حضر 'وانغ' حفل استقبال بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في قاعة الشعب الكبرى في بكين. وفي كلمته ، شدد وانغ على أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة احترام سيادة بعضهما البعض، وأمنهما ، ومصالحهما الإنمائية، والتعامل مع الخلافات والتحكم فيها بشكل صحيح من خلال الحوار والمشاورات، التي تعتبر أساسية لتنمية العلاقات الثنائية الصحية والمستقرة. وحث كلا البلدين على "بداية جديدة".

على الجانب الأمريكي، كانت الرسائل مختلطة. فقد أشاد الرئيس ترامب باجتماعه مع الرئيس 'شي جين بينغ' في اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين. ففي تغريدة في 5 ديسمبر قال ترامب إن "إشارات قوية جدًا ترسلها الصين فور عودتهم إلى وطنهم من رحلتهم الطويلة، بما في ذلك المحطات التي توقفوا فيها، من الأرجنتين. لا أريد أن أبدو ساذجًا أو أي شيء آخر، لكنني أعتقد أن الرئيس 'شي' يعني كل كلمة قالها في اجتماعنا الطويل الذي نأمل أن يكون تاريخيًا. جميع المواضيع نوقشت! " وحول المحادثات متوسطة المستوى في بكين، قال الرئيس ترامب في 8 يناير في تغريدة على تويتر إن المحادثات "تسير بشكل جيد للغاية"، وهي علامة على أن الاجتماعات التحضيرية كانت تتحرك في الاتجاه الصحيح على حد تعبيره.

ومع ذلك، أدلى وزير التجارة ويلبر روس بتعليق مثير للشك قبل أسبوع من المفاوضات المزمعة، قائلاً إن الجانبين لا يزالان "على بعد أميال" من التوصل إلى أي اتفاق. لكنه أضاف "هناك فرصة نزيهة للتوصل إلى اتفاق".

من جانبه حدد وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين ثلاث قضايا ذات أهمية حاسمة عندما تحدث يوم الاثنين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قائلا "حماية الملكية الفكرية، لا مزيد من المشاريع المشتركة القسرية، وإنفاذ ذلك، هي أهم القضايا الثلاث المدرجة على جدول الأعمال".

وسيتم التعامل مع القضيتين الأوليين في المفاوضات بشكل صحيح، حيث أصبحت جزءًا من إجراءات الإصلاح التي تم اتخاذها في الصين. أما التنفيذ فلن يشكل مشكلة أيضًا حسب رأي الخبراء، إذ هناك عمليات تحقق مستمرة كما طالبت الولايات المتحدة بها. ويعتبرها الخبراء مسألة تقنية لا ينبغي أن تشكل عقبة رئيسية أمام الطرفين للتوصل إلى بعض الاتفاقات.

أفكارك وتعليقاتك