أطفال سوريا ينشدون أغاني السبعينيات في الذكرى الثامنة لاندلاع النزاع

أطفال سوريا ينشدون أغاني السبعينيات في الذكرى الثامنة لاندلاع النزاع

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 مارس 2019ء) وسام متى. أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم الاثنين، ألبوم غنائي يتضمن مجموعة من أغاني الأطفال تعود إلى فترة السبعينيات بأداء أطفال سوريين من ضحايا النزاعات، وذلك ضمن مشروع بعنوان "أغاني من الأطفال إلى الأطفال" بمناسبة الذكرى الثامنة لبدء النزاع في سوريا​​​.

وتمّ إطلاق الألبوم الغنائي، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم في بيروت، وقد شارك فيه أطفال من سوريا والبلدان المجاورة ويضم أغانٍ للأطفال يعود تاريخ انتاجها الأصلي إلى العام 1976، وقامت اليونيسيف بإعادة إحيائها، بتوزيع موسيقي جديد.

وقالت مديرة الإعلام في المكتب الإقليمي بمنظمة اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جولييت توما، لوكالة "سبوتنيك"، إن "الهدف من المشروع هو بث الفرح في قلوب الأطفال، وإعادة التماسك بين المجتمعات، سواء اللبنانية أو السورية أو المجتمعات الأخرى التي تستضيف لاجئين من سوريا".

(تستمر)

وأضافت "الهدف الآخر هو تقديم هذا الإصدار من الأطفال في المنطقة إلى أطفال العالم، وكلنا أمل في أن يصل هذا العمل إلى كل بيت فيه طفل، لكي يبث الأمل والطاقة الإيجابية وأن يكون بداية طيّبة لوضع الهموم وراءه، والتطلع إلى الأمام لإنهاء الحرب في سوريا ووقف النزوح ومعاناة الأطفال".

وتابعت "نحن في كل سنة، في ذكرى بداية الحرب، نقوم بإصدار إحصائيات جديدة حول الأطفال الذين ماتوا أو نزحوا والمدارس التي دمّرت... لكننا خلال السنة الحالية اخترنا أمراً ايجابياً، وهو أن نطلق هذا المشروع، وأن نتحدث باسم أطفال سوريا إلى أطفال العالم، ليقدّموا بأنفسهم رسالة فرح وأمل وأحلام حول مستقبلهم ورغبتهم في العيش بسلام".

ويضم الألبوم مجموعة من الأغاني المعروفة للأطفال في المنطقة مثل "طلع الضو ع الواوي" و"عمّي بو مسعود" و"كلهم عندهم سيارات" و"يللا نعمّر يا أصحابي"، وقد قام بتأليفها وتلحينها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية المؤلف الموسيقي الشهير إلياس الرحباني، وأعاد توزيعها ضمن مشروع اليونيسيف ابنه المؤلف الموسيقي جاد الرحباني.

وتمت إقامة 11 ورشة عمل ضمت حوالي 300 طفل، من بينهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لكي يتدربوا على تأدية هذه الأغاني بتوزيعها الجديد، ومن ثم تسجيلها.

وضمت ورشات العمل، بحسب "اليونيسيف" أطفالاً أردنيين وعراقيين ولبنانيين وفلسطينيين وسوريين وأتراك.

وقال جاد الرحباني لوكالة "سبوتنيك"، "هذه الأغنيات التي ألّفها والدي في السبعينيات، وغنّيتها أنا وأخي حين كنا صغاراً، وبالتالي فإنّ لديها أثر خاص عليّ من الناحية الشخصية، ولكن الجميل في الموضوع أن هذه الأغنيات لا تزال مسموعة بشكل كبير، ما أعطى الفكرة لليونيسيف لإعادة تسجيلها بتوزيع جديد، وأن يؤديها أطفال في المخيمات في لبنان وسوريا والاردن، بما يمنحهم فسحة للسعادة والفرح، وفرصة المشاركة في شيء غير مألوف، من هنا أعتقد أن العمل سيكون له وقع إيجابي، وهذا ما لمسناه من المشاركات".

وتابع الرحباني "نحن نحاول ما في وسعنا لكي نعطي الأطفال فسحة أمل جديدة على أمل ان يصحى الضمير العالمي يوماً ما تجاه مأساتها".

وخلال المؤتمر الصحافي، قال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة اليونيسيف، خيرت كابالاري إن الأطفال السوريين لا يزالون يعيشون أسوأ ظروف الحياة.

وأشار إلى أن "العام 2018 كان من بين السنوات الأكثر سوءاً للأطفال في سوريا، ففي كل يوم كان يُقتل ثلاثة أطفال، وهذه الأرقام المتوافرة لدينا تتعلق بما أمكن التحقق منه، وبالتالي فنستطيع الافتراض أن العدد الفعلي للأطفال القتلى هو أعلى من هذا بكثير".

وأضاف "كل يوم تقريباً في العام 2018، كانت مدرسة أو منشأة صحية مستهدفة، ما منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس والاستفادة من فرص التعليم والخدمات الصحية".

وأشار إلى أن "بداية العام 2019 لم تكن أفضل حالاً بالنسبة إلى أطفال سوريا، ففي كل يوم يُقتل طفل، والوضع يتفاقم في منطقة القتال ضد تنظيم داعش في منطقة الباغوز (بريف دير الزور شرق سوريا)، حيث أكثر من 65 ألف شخص، 90 في المئة منهم أطفال ونساء، باتوا في حاجة إلى مكان آمن في مخيم للجوء لا يتسع إلا لنحو 20 ألف شخص".

منذ بداية الحرب عام 2011، تقديرات تشير إلى أن مليون طفل ولدوا من عائلات سورية تعيش في دول استضافة اللجوء، وعدد كبير منهم ما زالوا غير مسجلين رسمياً، وبغياب أي حل مستدام، يبقى مستقبلهم قاتماً"، لافتاً إلى أنه "منذ بداية الحرب أيضاً، تشير التقديرات إلى أن أربعة ملايين طفل ولدوا داخل سوريا، ومستقبلهم قاتم على حد سواء، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذة لليونيسيف هنرييتا فور، في بيان وزّع خلال المؤتمر الصحافي، إنه "يسود اعتقاد خاطئ اليوم بأن النزاع في سوريا يوشك على الانتهاء قريباً، ولكن الوضع ليس كذلك"، موضحة أن "الأطفال في بعض أجزاء هذه البلاد لا يزالون معرّضين للخطر بنفس المقدار الذي تعرضوا له طيلة السنوات الثمانية للنزاع".

وأضافت "في العام 2018 وحده، لقي 1106 أطفال حتفهم في القتال، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق لعدد القتلى من الأطفال في عام واحد فقط، منذ بداية الحرب"، موضحة أن "هذه الأرقام هي كل ما تمكنت الأمم المتحدة من التحقق منه، ما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير".

وأشارت إلى أن "التلوث بالألغام هو السبب الرئيسي للإصابات التي يتعرض لها الأطفال في جميع أنحاء البلاد، وقد وصل عدد ضحايا الذخائر غير المنفجرة منذ العام الماضي إلى 434 حالة بين قتيل وجريح".

ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن "العام 2018 شهد حدوث 262 هجوماً على المرافق التعليمية والصحية، وهو أيضاً رقم قياسي".

وأعربت المسؤولة الأممية عن تخوّفها إزاء "الوضع في إدلب، شمال غرب سوريا، حيث أدى تصاعد العنف المكثف، وخلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، إلى مقتل 59 طفلاً".

كما أبدت فور تخوّفها تجاه "الأوضاع المتدهورة في مخيم الهول في الشمال الشرقي، والذي يقيم فيه الآن أكثر من 65 ألف شخص، من بينهم حوالي 240 طفلاً غير مصحوب أو منفصل عن ذويه"، مشيرة إلى أنه "منذ كانون الثاني/يناير من هذا العام، وبحسب التقارير، لقي حوالي 60 طفلاً حتفهم أثناء قيامهم برحلة 300 كيلومتر من باغوز إلى المخيم".

أفكارك وتعليقاتك