"الوطني الاتحادي" يوقع مذكرة تعاون مع مجلس المستشارين المغربي

"الوطني الاتحادي" يوقع مذكرة تعاون مع مجلس المستشارين المغربي

الرباط ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 13 مارس 2019ء) وقعت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مذكرة تعاون وتفاهم مع معالي حكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين المغربي، بهدف تعزيز التعاون البرلماني بين الجانبين بما يحقق رؤية قيادتي البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، ويساعد المؤسسات البرلمانية على تحقيق الأهداف التنموية الواعدة والرؤى الاستراتيجية في كلا البلدين حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، والمساهمة في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية ودعمها وفقاً لاتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين.

وأكدت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي ومعالي حكيم بنشماس خلال جلسة المباحثات التي عقدت في مقر مجلس المستشارين، أهمية هذه المذكرة في تفعيل التعاون المشترك في مجالات العمل البرلماني من خلال تبادل الرأي والمشورة في مجال الدبلوماسية البرلمانية وخصوصا في المنتديات والمحافل الدولية والإقليمية المشتركة ودعم القضايا ذات الاهتمام المشترك وطرحها والدفاع عنها في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات وتحالفات.

(تستمر)

وأكد الجانبان أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية بفضل حكمة قيادتيهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، وأخيه جلالة الملك محمد السادس، يحققان العزة والرفعة والتنمية المستدامة في ضوء تاريخ حافل من المواقف المشرفة والثابتة حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتمضيان في مواجهة الصعوبات المشتركة بقيادات واعية رشيدة ومتفهمة لطبيعة المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم.

وشددت معالي الدكتورة القبيسي ومعالي حكيم بنشماس على أهمية الاستفادة من الموقع المتميز لدولة الإمارات وللمملكة المغربية كبوابتي عبور للقارة الأفريقية ولمنطقة الشرق الأوسط والعالم في تعزيز مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتواصل والحضاري والثقافي، بما يحقق تطلعات الشعوب في مزيد من الاستقرار والتنمية.

وفي بداية جلسة المباحثات رحب معالي حكيم بنشماس بمعالي الدكتورة أمل القبيسي والوفد المرافق في هذه الزيارة مؤكدا أن مجلس المستشارين ينظر إلى أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بن البلدين في مختلف المجالات، وهي إضافة نوعية إلى الشراكة المتميزة بين الجانبين وهذه مناسبة لكي نجدد التعبير عن الاعتزاز بعلاقات الأخوة التي تجمع بين بلدينا ونحن اشقاء واخوة ونعتز بقيمة وأهمية القواسم المشتركة القوية التي تجمع بين شعبينا وهي قواسم لها جذور عريقة ضاربة في التاريخ، والأهم من ذلك علاقات الأخوة الصادقة التي تجمع بين قيادتي بلدينا وهي متنامية ..وتتطور باستمرار و مفتوحة اليوم على افق أوسع وأرحب.

وقال: نحن نتقاسم ذات التطلعات والطموحات ونواجه معا رغم بعد المسافة الجغرافية التحديات التي تعيشها منطقتنا، مؤكدا أن لدينا العديد من الاتفاقيات التي مكنت بلدينا من بلوغ مستويات تدعو إلى الاعتزاز من حيث التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، مضيفا أن دولة الإمارات هي الشريك الأول على المستوى العربي للمغرب من حيث حجم الاستثمارات وأيضا في البورصة المغربية، والأهم ان هناك فرصا حقيقية متاحة بين بلدينا لدفع بالشراكة بين بلدينا الى مستويات متقدمة، مشيرا إلى أهمية تطوير التعاون بين المجلسين بما فيه مصلحة وخير الشعبين الشقيقين.

وشدد على أهمية مذكرة التفاهم والتعاون التي تم توقيعها بين الجانبين والتي ستكون فاتحة عهد جديد في تعاون مثمر وأن تلبي طموحاتنا في بلورة مشاريع التعاون وتبادل الخبرات وتقاسم التجارب وهي مجالات تعاون كبيرة ومتنوعة.

بدورها أعربت معالي الدكتورة أمل القبيسي عن شكرها وتقديرها إلى معالي رئيس مجلس المستشارين المغربي على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال وعلى هذه الدعوة للزيارة المهمة، معربة عن شكرها للمملكة المغربية على تنظيم واستضافة اجتماعات مؤتمر مجالس اتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في هذا التوقيت والتي ستخرج بتوصيات تتناسب مع تطلعات الشعوب العربية والإسلامية.

ونقلت معالي الدكتورة القبيسي تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، إلى جلالة عاهل المغرب وإلى معالي رئيس مجلس المستشارين وتحيات شعب الإمارات الذي دائما ينظر بكل محبة وود إلى الشعب المغربي.

وأكدت أهمية الزيارات المتبادلة واللقاءات المستمرة والمتواصلة وتبادل الخبرات بين الجانبين ووجهت دعوة رسمية لمعاليه لزيارة دولة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي والتي قبلها وأكد ضرورة أن تتم بأسرع وقت لما للعمل البرلماني الثنائي من أهمية في تأطير مختلف أوجه التعاون بين البلدين.

وأكدت أن العلاقات الأخوية التي تربط الجانبين تاريخية وتمتد إلى عهود في ظل العلاقات الاستثنائية والأخوية الصادقة بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والملك الحسن الثاني رحمه الله، والتي كانت تربطهما علاقات اخوة تعد نموذجا للتضامن والعلاقات الأخوية العربية وانعكست على علاقات البلدين، مشيرة أن المغرب كانت اول دولة عربية يزورها المغفور له الشيخ زايد بعد قيام الاتحاد الأمر الذي يعكس مدى عمق العلاقات، مؤكدة أن المغرب شريك استراتيجي لدولة الإمارات على مختلف الأصعدة والمستويات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، مشيرة أن ارقام التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري تدلل على عمق هذه العلاقات، مؤكدة أن العلاقات بفضل حرص وتوجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه جلالة الملك محمد السادس، تحظى بالرعاية والدعم وتنمو بشكل يجسد مدى وشائج هذه الأخوة.

وقالت إن تجسيد التعاون والتنسيق والتشاور على مختلف المستويات يعبر عن التعاضد والرؤية واحدة ووجهات النظر متوحدة حيال مختلف الملفات والمبادرات التي تهم البلدين والتي يتقدم بها المجلسان وهي في صالح الشعوب وتلبية تطلعاتها، مضيفة أنه ومن خلال عملنا نتمنى ان نواكب التطور وعمق العلاقة التي اصحبت واضحة ومتميزة بين المجلسين مؤكدة ان دور البرلمانات مؤثر جدا على المستوى العالمي وهذا التنسيق والتعاون من خلال توقيع مذكرة التفاهم يدل على ان العمل البرلماني مؤسسي ومستدام مع أهمية تفعيل عمل مجموعة التعاون والاخوة بين المجلسين سيكون له اثر كبير على ترجمة خطط العمل الى برامج، مشيرة إلى أهمية دور المجلس من خلال الدبلوماسية البرلمانية التي نحاول من خلالها ان نعزز من عمل السياسة الخارجية لبلدينا من خلال التأكيد على المواقف المشتركة على الصعيد العالمي.

وأشارت إلى أن التعاون كبير جدا بين الجانبين من خلال أكثر من 60 مذكرة تفاهم موقعة ومن خلال عمل اللجنة المشتركة بين البلدين، وأيضا نثمن دعمكم للمشاركة في معرض اكسبو 2020 والإمارات شريكة في تنفيذ الخطط التطويرية لمدينة الرباط ونتطلع الى الجناح المغربي الذي سيكون متميزا في هذه المشاركة، مثمنة دور مجلس المستشارين وتميز عمله والذي شهدناه على ارض الواقع على الصعيدين المحلي والدولي.كما ثمنت دور معرض الصناعات المغربية الذي تم تنظيمه في دولة الإمارات والفعاليات الثقافية المتنوعة والمتبادلة، مؤكدة أهمية التعاون والاشتراك والاستفادة من الخبرات والتجارب لدى الجانبين في شتى المجالات لا سيما التي يتميز بها الشعبان وتعكس تاريخه وحضارته وتقاليده العريقة.

وأعربت عن تقديرها للمغرب في حفاظها على الإرث الحضاري والإنساني، وقالت نطمح إلى أن يكون التعاون البرلماني في المستوى الذي بلغته علاقات التعاون الثنائية وان نترجمها من خلال التنسيق الثنائي في المحافل الدولية، وثمنت موقف المغرب في الوقوف إلى جانب الإمارات في مطالبها العادلة وحقها في سيادتها على جزرها الثلاث " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى" المحتلة من قبل ايران، مؤكدة على الوحدة الترابية المغربية وهي من الثوابت الراسخة لدولة الإمارات، وثمنت مبادرات جلالة الملك محمد الخامس الحكيمة لكل ما فيه وحدة الصف العربي والتعاون المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم.

وقالت إن الإمارات والمغرب لهما جهود مشتركة في العمل المشترك في مكافحة آفة مدمرة الإرهاب التطرف والمواقف حازمة من الإرهاب والتطرف مؤكدة أهمية التعاون المشترك في الحد من آثارها المدمرة التي ضربت العديد من الدول العربية ومزقتها وهذا يؤكد أهمية إيجاد حلول سلمية ونثمن موقف المغرب في دعم الحلول السياسية في ليبيا، مشيرة إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية وأوضح مثال على ذلك تدخلها السافر في اليمن من خلال دعم الميليشيات التي اختطفت اوطان كاملة من أهلها، مشيرة إلى مشاركة دولة الإمارات في التحالف العربي ودورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية وتذليل الصعوبات للمنظمات العالمي مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى وهو دور محوري، وتعتبر اعلى مساعدات تقدمها الإمارات في اليمن والتي بلغت ما يقارب من خمسة مليارات دولار لإعادة الأمن لأهل اليمن وهناك مبادرات بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لتوفير الغذاء بسبب ممارسات ميليشيات الحوثي التي أدت الى ازمة عذاء، والهدف هو إعادة الأمن لليمن، ونتمنى أن يشهد احتراما لاتفاق استوكهولم حتى تصل المساعدات ووضع حلول لهذه الأزمة.

وأشادت بدور وحرص المغرب وما يقدمه من قدوة ودعم للقضية الفلسطينية مشيرة أن البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد مؤخرا في الأردن أكد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، مشيرة إلى أن الإمارات تقوم بجهود كبيرة لدعم القضية الفلسطينية ودعم الأوقاف الإسلامية في القدس ودعم الأونروا ونتمنى ان تعيد الوحدة العربية الزخم للقضية الفلسطينية وإيجاد مخرج يتناسب مع تطلعات الشعوب العربية.

وقالت رغم التحديات في المنطقة والعالم فإن سياسة الإمارات دائما تحرص على تعزيز الأمن والاستقرار، مستعرضة رؤية الدولة ونهجها في تبني قيم التسامح والتعايش المتجذرة وهي قيم يتم مأسستها من خلال إنشاء وزارات تعطي رسالة للعالم ويهمنا أن تلقى صدى لها لأن التسامح والتعايش والانفتاح وقبول الأخر هي احد الوسائل الجذرية لمحاربة التطرف والإرهاب الذي يجب محاربته بالفكر المعتدل، مشيرة إلى العديد من المبادرات مثل مركزي صواب وهداية لمكافحة التطرف العنيف بالشراكة مع مؤسسات وخبراء دوليين وكان لها دور كبير في معالجة والتصدي لمحاولات التنظيمات الإرهابية في نشر الفكر الإرهابي عبر الإنترنت والوسائل الرقمية.

وقالت من ضمن مبادرات دولة الإمارات أعلن صاحب السمورئيس الدولة حفظه الله أن عام 2019 عام التسامح اعطى دفعه كبيرة لشحذ الهمم تجاه قيم معينة ليس على المستوى الوطني ولكن العالمي واستهلينا عام التسامح بزيارة تاريخية غير مسبوقة لبابا الكنيسة الكاثوليكية بالتزامن مع زيارة شيخ الأزهر وتم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية وهذه الوثيقة بكل ما تحمله من معاني ومبادئ وهي أفضل وسيلة للحمة العالمين الإسلامي والمسيحي وتوجيه رسالة بعدم استخدام الأديان لأجندات تصب ضد صالح الشعوب، وتم اطلاق العديد من المبادرات نعتبرها كبرلمانيين تخص الشعوب وهي مبادئ يجب الاسترشاد بها ومحط نظر واهتمام من قبل البرلمانيين والعمل على ترجمة ما تضمنته الوثيقة الى خطط عمل، وتم اطلاق جائزة الشيخ زايد للتعايش والكثير من المبادرات التي سيتم العمل عليها واليوم بحاجة ماسة الى العمل سويا لنشر مثل هذا الفكر الذي يعكس مبادئ الإسلام .

بدوره ثمن معالي رئيس المستشارين المغربي الإنجازات التي تحققها الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وما تركه من بصمات وما كان له من فضل، وقال" أنا سبق ان زرت الإمارات عدة مرات ونحن في المغرب نفخر بالإنجازات التي تحققها الإمارات ونشعر بالكثير من الفخر في ريادة الإمارات على عدة مستويات"، معربا عن اعجابه بالرؤية المستقبلية للقيادة الحكمية والتوجه للمستقبل والإنجازات التي تحقق على الأرض على كافة المستويات هي إنجازات تاريخية.

وأكد أن موقف المغرب ثابت وهو جزء من واجب المغرب تجاه اخوته في الإمارات ونعبر عن جزيل شكرنا للإمارات على موقفها الثابت تجاه الوحدة الترابية المغربية وهو موقف يبعث على الاعتزاز وهذا يعني لنا الشيء الكثير، مضيفا أن ايران صاحبة المصدر الكثير من القلاقل في المنطقة، مضيفا أن المغرب عبر عن اقصى درجات التجاوب وقدم من منطلق حرصه على إيجاد حل لمختلف النزاعات.

وقال نحن سعداء أن نشهد ان تنظيم داعش الإرهابي إلى زوال ويتلقى ضربات موجعه ولكن التهديدات سوف تبقى مستمرة، مؤكدا أهمية التعاون الوثيق والاستعداد له ليس في المواجه العسكرية ولكن مقاربات فكرية.

وثمن معالي رئيس المستشارين المغربي وثيقة الاخوة الإنسانية التي تؤسس للتعايش بين الأديان وهي من المبادرات الرائدة لدولة الإمارات وهناك تطابق تام في الرؤية بما يتوجب علينا لمواجهة التهديدات، كما ثمن الدور الذي يلعبه المجلس الوطني الاتحادي في الاتحاد البرلماني الدولي معربا عن اعجابه بهذا الدور الإيجابي القوي في الدفاع عن مصالح الدول العربية والإسلامية، وقال نحن ننظر بكل التقدير والاحترام إلى هذا الدور.

وقال بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك أصبح للمغرب موقع جيوسياسي على مستوى القارة الأفريقية وهو الشريك التجاري الأول على مستوى دول منطقة غرب أفريقيا وهناك فرص حقيقية مرتبطة بهذا الجسر القوي الذي تبنيه المغرب على مستوى القارة الأفريقية وفي اطار مشاريع تعاون اقتصادي وتبادل الخبرات هناك فرص حقيقية يجب العمل عليها ونحن نطمح الى شراكة اصلب مما هي موجودة في العديد من الملفات المتنوعة.

وقال تقع على مسؤولياتنا ان نكون على مستوى تطلعات شعوبنا ونحن شركاء جديرون بالثقة ومع تنفيذ مذكرة التفاهم والتعان ستفتح افاق جديدة، والمغرب بوابة افريقيا وتطلعاتنا ان تكون الخطط التعاونية والشراكات الاستراتيجية من هذا المنطلق وتدعم هذه المكانة المتميزة.

ويضم وفد المجلس الوطني الاتحادي في عضويته سعادة كل من: أحمد يوسف النعيمي وخالد علي بن زايد الفلاسي وأحمد محمد الحمودي وجاسم عبد الله النقبي وسعيد صالح الرميثي والدكتورة نضال الطنيجي وناعمة الشرهان وعائشة بن سمنوه، ومحمد احمد اليماحي ومعالي علي سالم الكعبي سفير الدولة لدى المملكة المغربية.

أفكارك وتعليقاتك