منتدى التعاون الروسي العربي يمثل نقلة نوعية في شكل العلاقات بين الجانبين - خبير

منتدى التعاون الروسي العربي يمثل نقلة نوعية في شكل العلاقات بين الجانبين - خبير

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 27 مارس 2019ء) أكد الخبير السوداني في الشؤون السياسية، الدكتور الفاتح محجوب، أن المنتدى العربي الروسي أحدث، منذ انطلاقه قبل نحو ست سنوات، نقلة نوعية في شكل العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية وروسيا.

وقال محجوب، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "منتدى التعاون الروسي – العربي الذي يُنظم سنويا، يمثل أحد أدوات السياسة الروسية، للإطلال بها نحو منطقة الشرق الأوسط والتذكير بوجود روسيا التي كانت تمثل أحد  القطبين الكبيرين خلال الحرب الباردة وما زالت لا حاضرة على الساحة الدولية على الرغم من الهيمنة الأميركية الواضحة على عالم ما بعد الحرب الباردة"​​​.

وأضاف محجوب" أما الدول العربية، فهي تشعر بحنين للزمن المجيد عندما كانت روسيا تدعم العرب في حروبها المصيرية ضد إسرائيل وحروبها السياسية مع أميركا، والدول العربية في قرارة نفسها تعرف أن روسيا اليوم ليست هي الاتحاد السوفيتي السابق بل هي ايضا دولة صديقة  لإسرائيل مع إنها تعارض الهيمنة الأميركية".

(تستمر)

وتابع محجوب، "لكن روسيا في ذات الوقت لا تعارض الغرب ولا الرأسمالية ولا الأديان، ولهذا نجحت في كسب دول الخليج إلى جانبها مع احتفاظها بعلاقة جيدة مع حليفتها القديمة سوريا وكذلك إيران مع استعادت علاقاتها مع مصر ونجاحها في علاقاتها مع السودان بما يكفي لإعطائها منفذ علي البحر الأحمر".

ويرى الخبير السياسي أن "العلاقات الجيدة بين روسيا ودول الخليج، قد أفادت منظمة أوبك وكافة الدول المنتجة للنفط، اذ ساعدت على أحكام التنسيق بين دول الاوبك وبقية الدول المصدرة للنفط من خارجها، إذن المنتدي الروسي العربي السنوي بات ذو أهمية متعاظمة للطرفين خاصة مع ازدياد الدور الروسي في السياسة العالمية في عهد الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين الذي يعتبر من القادة الأفذاذ وكذلك وزير خارجيته المُحنك سيرغي لافروف".

وفيما يتصل بقضايا العرب المصيرية، ودور روسيا تجاهها، أوضح محجوب، أن" اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل ليس له تأثير على الوضع القانوني للقدس او على هضبة الجولان، لكن لها تأثير على الانتخابات في إسرائيل وأمريكا، بمعنى أن الدافع الأساسي هو الانتخابات القادمة في كل من إسرائيل وأميركا، أما روسيا فهي بالتأكيد ليست الاتحاد السوفيتي بل هي دولة رأسمالية وذات تنسيق عالي المستوي مع إسرائيل، إذن روسيا سترفض البيان الأميركي ولكنها لن تحرك ساكنا ضد أميركا".

وحول الأزمة السودانية الاقتصادية ووعود روسيا لمساندة الخرطوم، حسب تصريحات الأخيرة لنائب وزير خارجية وروسيا، ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارته إلى الخرطوم خلال آذار/مارس الحالي، قال محجوب، إنه" غالبا ستكتفي روسيا، ببعض الدعم الغذائي والعسكري، ولكن الدعم الحقيقي الذي يحتاجه السودان، هو المعلومات الدقيقة عن أماكن الغاز والنفط والمعادن النادرة، وهذه هو الدعم الحقيقي للسودان، يعني السودان بحاجة للاستثمار الروسي في التعدين و الطاقة".

ويشارك وزير خارجية السودان، الدرديري محمد أحمد، في أعمال مُنتدى التعاون الروسي العربي الذي يقام الشهر المقبل في موسكو.

ويحظى منتدى التعاون "العربي – الروسي"، الذي انطلق في 2013، بأهمية خاصة، لأنه يضع خارطة لتعزيز التعاون العربي الروسي في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والتجارية، ويشارك فيه مسؤولين ورجال مال وأعمال وشركات كبرى من الجانبين.

أفكارك وتعليقاتك