التغير المناخي..​​​. خطر وجودي داهم يهدد البشرية – طلال أبو غزالة

التغير المناخي..​​​. خطر وجودي داهم يهدد البشرية – طلال أبو غزالة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 01 مايو 2019ء) صرح الدكتور طلال أبو غزالة، رئيس مجلس إدارة طلال أبو غزالة العالمية للتدقيق المالي، اليوم الثلاثاء، أنه على مدى العقود المتتالية، اتخذت دول العالم إجراءات علاجية ساهمت في إبطاء تفاقم الأذى على البيئة، مضيفا بأن هذه الإجراءات مع ذلك في الكثير من دول العالم لم تعالج إلا بالقدر البسيط من حل المعضلة، مؤكدا على أن المشكلة الكبرى هي في الصناعة بمختلف أشكالها، وانبعاثات الكربون المدمرة للبيئة.

وقال أبو غزالة في تعليق، حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه: " على مدى العقود المتتالية، اتخذت دول العالم إجراءات علاجية ساهمت في إبطاء تفاقم الأذى، وذلك من خلال منع استخدام السوائل المضغوطة لغايات مختلفة، ومنع استخدام المواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل واستبدالها بالورق في الاستخدامات اليومية المختلفة، وكذلك التحكم في الانبعاثات التي تضر بطبقة الأوزون، ولكن هذه الإجراءات على أهميتها، وعلى دقة الالتزام في تطبيقها في الكثير من دول العلم، لم تعالج إلا بالقدر البسيط من حل المعضلة، فالمشكلة الكبرى هي في الصناعة بمختلف أشكالها، وانبعاثات

الكربون المدمرة للبيئة".

(تستمر)

ويأتي هذا التصريح في الوقت، الذي يواجه فيه العالم مرحلة جديدة من التأقلم مع تحديات البيئة والتغير المناخي.

وأكد تقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" مؤخراً، أن هناك طرقاً لتلبية 86 في المئة من الطلب العالمي على الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة. وأوضح التقرير الذي حمل عنوان "التحول العالمي في مجال الطاقة : خارطة طريق حتى عام 2050 "- وصدر اليوم خلال حوار الانتقال في مجال الطاقة الذي عقد في برلين بألمانيا - أن زيادة الطاقة المتجددة إلى جانب الإمداد بالكهرباء يمكن أن يوفر أكثر من ثلاثة أرباع من الانخفاض في الانبعاثات المرتبطة بالطاقة واللازمة لتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ.

وتابع أبو غزالة قوله : "وتجدر الإشارة هنا، إلى اتفاقية الأرض كيوتو عام 1992 ، وعدم الالتزام بها واتفاقية باريس عام 2015 والتي انسحبت منها أمريكا منها بقرار من الرئيس ترامب. ولأنه كان للتعديلات المطلوبة لحماية البيئة تأثير سلبي على أرباح صناعات معنية، كانت وما تزال هنالك مقاومة شاملة لها، بل أن شركة ألمانية عملاقة مثل "فولكس فاجن" عمدت إلى تزوير البيانات من أجل إخفاء نسبة الانبعاثات الضارة من مصانعها، ما أدى إلى تعرض الشركة لمساءلة قضائية ودفع المليارات من الدولارات كغرامات جزائية".

وذكر أبو غزالة بأنه على غرار ذلك، قاومت الصناعات الأمريكية دعوات تعديل منتجاتها للسيارات، خاصة لحماية أرباحها، بحسب تعبيره، ما دفع الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية إلى "إنكار وجود المشكلة أصلا، وعدم قبول فكرة الانحباس الحراري أو تهديد الصناعة للتوازن المناخي، متهما الصين باختراع الفكرة لإلحاق الضرر بالصناعات الأمريكية".

واعتبر أبو غزالة أن قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، أقلق دول العالم خوفاً من تكريس لهذا المفهوم، مضيفا بأنه خلال الأشهر الأخيرة السابقة، ظهرت تحذيرات جديدة في العديد من الصحف الأمريكية الرئيسية والصحف العالمية، ومن قبل عضو مجلس النواب الأمريكي، السيدة ألكسندريا أوكازيو كورتيز، بأن العالم سيصاب بالدمار خلال 12 عاما إن لم تتخذ الدول المعنية قرارات جذرية وحاسمة لحماية المناخ من الانهيار المحقق.

محذرا من أن " الرئيس الأمريكي سيواجه دعوات لتغيير موقفه، الذي إذا استمر، سيتسبب في خسارة الرئيس لأصوات الشباب في الانتخابات القادمة. إنه خيار بين أصوات أصحاب الصناعات وأصوات الشباب أصحاب المستقبل".

كما ذكر أبو غزالة بأن وزير التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة أعلن مؤخراً، عن وضع بلده خطة لزيادة الطاقة النظيفة من ٢٥ بالمئة إلى ٥٠ بالمئة بحلول العام 2050 ، وهذه خطوة متقدمة تستحق كل التقدير والاقتداء. كما أعلنت المديرة التنفيذية للبنك الأوروبي للاستثمار أن البنك استثمر حتى الآن، ما يصل إلى 30 مليار يورو في المشاريع البيئية ما يساعد على التقليل من انبعاثات الكربون.

هذا وفي سياق متصل، قال رئيس مجموعة خبراء من الأمم المتحدة، روبرت واتسون، يوم أمس الإثنين، إن تدمير الطبيعة يهدد مستقبل البشرية "بالقدر عينه على الأقل" مثل التغير المناخي.

وأكد واتسون، في مستهل اجتماع لعلماء ومسؤولين من أكثر من 130 بلداً في باريس، للتباحث حول سبل الحفاظ على النظم البيئية، إن "الأدلة دامغة على أن القضاء على التنوع الحيوي وخدمات النظم البيئية بلغ مستويات تهدد رخاءنا بالقدر عينه على الأقل، للتغيرات المناخية الناجمة عن البشر".

واعتبر واتسون أن "شهر نيسان/أبريل 2019 ، قد يشكل بداية منعطف باريسي مشابه على صعيد التنوع الحيوي وما تقدّمه الطبيعة للإنسان".

أفكارك وتعليقاتك