بعض الأنظمة تمتطي الجامعة العربية أداة تآمر وتمرير مواقف لا تخدم قضايا الشعوب - علوش

بعض الأنظمة تمتطي الجامعة العربية أداة تآمر وتمرير مواقف لا تخدم قضايا الشعوب - علوش

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 25 يونيو 2019ء) استهجن القائم بالأعمال السوري في الأردن، أيمن علوش، اليوم الثلاثاء، فكرة أن تضحي بلاده بإيران التي وقفت مع سورية في مقابل العودة إلى جامعة الدول العربية، وتساءل عن فائدة الجامعة العربية وقد باتت معظم الأنظمة العربية فيها ترى في إسرائيل المحتلة لفلسطين صديقاً وفيّاً ودوداً.

وقال علوش في مقابلة خاصة لوكالة "سبوتنيك"، في سياق الحديث عن أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مرتبط بموقف النظام السوري من التسوية السياسية والعلاقة مع إيران: "ما فائدة جامعة عربية باتت معظم الأنظمة العربية فيها ترى في إسرائيل المحتلة لفلسطين صديقاً وفيّاً ودوداً وتقدم له كافة خدماتها، وفي محور سورية المقاوم لإسرائيل وسياساتها واحتلالها مصدر قلق لها؟"​​​.

(تستمر)

وصرح قبل أشهر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أن عودة سورية للجامعة العربية مرتبط بوجود توافُق بين الدول العربية الأعضاء على قبولها، وموقف النظام السوري من التسوية السياسية والعلاقة مع إيران.

وردا على سؤال فيما إذا كان يمكن لسورية أن تحدد علاقتها مع إيران في سبيل العودة إلى جامعة الدول العربية، أجاب علوش "لقد وثّقنا علاقاتنا مع إيران بعد انتصار الثورة بسبب مواقفها المشرفة من القضية الفلسطينية، وتوثقت هذه العلاقات مع وقوف إيران مع سورية خلال الحرب على سورية".

وتساءل علوش "كيف يمكن أن نضحّي بمن وقف مع سورية والعرب لصالح الأنظمة التي تآمرت على سورية وتذهب إلى إقامة علاقات مع المحتل وتعتبره الصديق الصدوق، في حين تعتبر من يقف ضد هذا المحتل بالعدو!"

وقال القائم بالأعمال "الجامعة العربية ليس استوديو لالتقاط الصور التذكارية، بل هو منبر للتعبير عن إرادة الشعوب، وهو الأمر الذي نراه بعيد جداً عن مضمون اجتماعات الجامعة العربية".

ويشرح ما سبق "حيث باتت بعض الأنظمة تمتطي الجامعة العربية أداة تآمر وتمرير مواقف لا تخدم قضايا الشعوب العربية، بل تحرفهم إلى معارك جانبية لا تخدم إلا أعداء الأمة العربية".

وأشار "إذا كانت الجامعة العربية تريد أن تمثل إرادة شعوبها، فعليها أن تعود إلى سورية التي تعبّر عن إرادة أحرار الأمة العربية بأن العدو الأساسي لهذه الأمة هو الكيان الصهيوني المحتلّ لفلسطين والجولان، وتنتهك سيادة كثير من الدول العربية بطرق مختلفة".

وأضاف "وحتى تستحق الجامعة العربية اسمها لا بدّ لها أن تعود لثوابتها في الأمن القومي العربي ومواقفها السابقة تجاه المحتل الصهيوني الذي يهدد كامل دول المنطقة".

تجدر الإشارة إلى أنه وقبل أن يبدأ العام 2019 ، قامت دولة الإمارات بافتتاح سفارتها في دمشق، ما ضاعف جرعات الأمل بعودة العلاقات العربية مع دمشق، كما بدأ الحديث عن جهود لدول عربية في إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكن كل ذلك تبدد.

وتعليقا على ما سبق يقول علوش "ليس المهم عودة سورية إلى الجامعة العربية، بل استعادة الجامعة العربية لدورها في أن تمثل إرادة شعوبها". ويضيف "ما هي أهمية العودة إلى جامعة تسيطر عليها دول المال الخليجي التي تعمل في كافة مواقفها وسياساتها لخدمة إعداء الأمة العربية".

ويؤكد "لا بدّ أن تكون الجامعة العربية المنبر الحقيقي الذي يعبّر عن إرادة الشعوب العربية وليس أداة لتمرير قرارات تخدم أعداء أمتنا العربية".

وأضاف "عانت سورية وتعاني من مؤامرات الدول التي تريد أن تضعفها لتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة، وأي اقتراب من سورية يعني إدراك من هذه الدولة أو تلك أن حلفائها لا يحملون لها الخير وانهم كانوا يعملون على تمرير مخططاتهم على حساب هذه الدول".

مشددا على أن "سورية ما زالت في موقعها المقاوم للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الغالية".

وأكد علوش قائلاً بأن "التقارب بين أي دولتين عربيتين هو في النهاية لمصلحة موقف عربي أقوى في وجه عدو يريد أن يعتدي على كرامتنا وثقافتنا وثرواتنا وسيادتنا بأدوات مختلفة".

وتجدر الإشارة إلى أن الأردن كان الدولة الأبرز في مواجهة اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول/ديسمبر من العام 2017، وعلت الدعوات في الأردن لتوسيع قاعدة الحلفاء في إشارة إلى إيران من دون الإضرار بعلاقة الأردن مع دول الخليج العربي، وهو الخطاب الذي حمله مجلس النواب الأردني في ذلك الحين.

وخلال انعقاد أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة عمان تمسك رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، ببند وقف التطبيع مع إسرائيل بعد أن طالب رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، بمراجعة وبحث هذا البند من جديد وكذلك ورقة أرسلها الوفد الإماراتي لرئيس مجلس النواب المصري، وتلاها كلمة لرئيس المجلس الوطني الإماراتي أمل القبيسي، التي دعت لأن يصاغ البند وفق قرارات الجامعة العربية.

وكان كل من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري ومندوب فلسطين ورئيس مجلس الشعب السوري، حمودة صباغ، قد أيدوا رئيس مجلس النواب الأردني في موقفه ضد التطبيع، وفِي نهاية الجدل بقيت الفقرة كما هي ونجح بند رفض التطبيع.

وتعليقا على مساندة رئيس مجلس النواب السوري لموقف رئيس مجلس النواب الأردني في ملف رفض التطبيع قال علوش "كل ما عانت منه سورية هو بسبب موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية، ولا يمكن لأي دولة أن تكون صادقة مع القضية الفلسطينية دون أن تلتقي مع سورية".

مضيفا "هناك إدراك بدأ يتنامى بأن إسرائيل لم تحتلّ فقط فلسطين، بل هي محتلة لكثير من الأنظمة العربية بطرق مختلفة، وما ترضاه بعض الأنظمة لا يمكن أن ترضاه شعوبها".

أفكارك وتعليقاتك