افتتاح هرم اللاهون الأثري في مصر لأول مرة

افتتاح هرم اللاهون الأثري في مصر لأول مرة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 28 يونيو 2019ء) سلمى خطاب. أعلنت وزارة الآثار المصرية افتتاح هرم اللاهون الأثري، في منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة، وذلك لأول مرة بعد اكتشاف الهرم قبل نحو قرنين من الزمان​​​.

ويرجع تاريخ هرم اللاهون إلى الأسرة الثانية عشر الفرعونية (منذ نحو 3800 عام)، وبناه الملك سنوسرت الثاني. ويضم الهرم بداخله تابوت دفن من الجرانيت الأحمر للملك الذي حكم مصر لنحو 9 سنوات فقط، إلى جانب غرفة القرابين عثر فيها عند اكتشافه على العديد من المجوهرات الملكية.

وقال وزير الآثار المصري خالد العناني في كلمة من أمام الهرم خلال فعاليات الافتتاح اليوم الجمعة إن "هذا الهرم يعود للملك سنوسرت الثاني رابع ملوك الأسرة الثانية عشر، القرن التاسع عشر قبل الميلاد، واكتشف هذا الهرم في القرن التاسع عشر بعد الميلاد عن طريق العالم فلندرز بيتري، وهو أول من دخل الهرم وعثر على مائدة القرابين، ومنذ ذلك الحين والهرم مغلق".

(تستمر)

وأضاف العناني "في عام 2018 قررت وزارة الآثار فتح هرم اللاهون ليكون نقطة جذب سياحية في المنطقة [الفيوم]"، "موضحا "تم إزالة الرديم ووضع سلم واستكمال الأسقف، واليوم تمكنا من دخول حجرة دفن الملك سنوسرت الثاني".

وأشار العناني إلى أن البعثة الأثرية في المنطقة عثرت على مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية.

ويختلف هرم اللاهون عن بقية أهرامات العصور القديمة في أمرين، الأول أنه الهرم الوحيد الذي يتواجد مدخله من الناحية الجنوبية وليس الشمالية كبقية الأهرامات، والثاني أنه بُني بالكامل من الطوب اللبن.

وفِي هذا السياق، يوضح أمين المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أنه "من المعروف أثريا أن مداخل الأهرامات جميعا في الدولة القديمة من الناحية الشمالية لاعتقاد عند المصري القديم أن روح المتوفى حين تخرج تعود عن طريق النجم القطبي الشمالي، فكانت المداخل من الناحية الشمالية حتى تستطيع روح المتوفى معرفة اتجاهها".

وواصل وزيري "نعتقد أننا الآن أمام أضخم بناء من الطوب اللبن، حيث يبلغ ارتفاع الهرم الأصلي 48 مترا، وطول ضلع القاعدة 106 مترا"، موضحا "مهندس بناء هذا الهرم هو المهندس انبي وبناه على ربوة عالية من الصخر ارتفاعها 12 متر وبني ما يسمي بجدران ساندة من الحجر الجيري، ثم بني باستخدام الطوب اللبن في المنتصف".

وأوضح وزيري "مدخل الهرم من الناحية الجنوبية هو قاعدة شاذة إلى حد ما، وجدناها لأول مرة في الدولة الوسطى".

وعن اكتشاف الهرم وأعمال الترميم، قال وزيري "بعد اكتشاف الهرم سنة 1889 من قبل فلندرز بيتري، لم يدخل هذا الهرم احد سوى عام 1936 حين دخله عالم الآثار المصري أحمد فخري، ومنذ ذلك الحين العمل متوقف في هذا الأثر حتى عادت البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار في 2018 بعمل حفائر ورفع رديم"، موضحا "منذ أن بدأ العمل في آب/ أغسطس 2018 تم رفع 16 متر مكعب من الرديم من داخل الهرم".

وبداخل الهرم يوجد التابوت الخاص بالملك سنوسرت الثاني هو تابوت من الحجر الوردي مصقول جيدا دون غطاء، أما مومياء الملك فلا احد يعرف مكانها إلى الآن، بحسب ما أوضح أمين المجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح أن افتتاح الهرم اليوم هو افتتاح جزئي لان العمل لم ينته بالمنطقة بعد.

وسنوسرت الثاني هو رابع فراعنة الأسرة الثانية عشر، حكم في الفترة من 1882 وحتى 1872 قبل الميلاد، خلفا لأبيه امنمحات الثاني، ويشتهر بانه مؤسس النهضة الزراعية في الفيوم، حيث أولى هذه المحافظة اهتماما خاصا، ووضع فيها نظاما للري لاستغلال ومياه الفيضان لأطول وقت ممكن، بني فيها أيضا هرمه ومقبرته.

أفكارك وتعليقاتك