افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 26 يوليو 2019ء) أكدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم على قوة وصلابة التحالف العربي في اليمن وفي قلبه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات ..مشيرة إلى أن التحالف الذي عزز آلياته امتحان الأزمة والحرب يستعد للمرحلة المقبلة بأدواته السياسية والعسكرية وبإصرار على تحقيق أهدافه الاستراتيجية في عودة الاستقرار والأمان لليمن وشعبه.

صحف الإمارات التي سلطت في افتتاحياتها الضوء على اختيار أبوظبي المدينة الثانية على مستوى العالم في المكانة الثقافية، تطرقت كذلك إلى الساحة السياسية في تونس بعد رحيل رئيسها الباجي قايد السبسي علاوة على تطورات المشهد السوداني والحاجة لانجاز جميع القضايا من أجل دخول الحقبة الجديدة وطي صفحة الماضي.

(تستمر)

فتحت عنوان "الإمارات سندٌ دائم لليمن" قالت صحيفة "البيان" : يعلم القاصي والداني مدى قوة العلاقات الإماراتية السعودية وثبات أسسها، وهذا الأمر تجلى ولا يزال في دعم التحالف العربي للشرعية في اليمن الشقيق، على جميع المستويات، إضافة إلى المساعدات الإغاثية، والمبادرات التنموية الكبيرة في قطاعات الصحة والتعليم، وبناء وتأهيل المرافق الأساسية ..

كما يعلم الجميع أن الهدف الأسمى من كل ذلك هو عودة الاستقرار والأمان لليمن وشعبه، الأمر الذي يتأكد بوضوح مع الأولوية الكبيرة التي تعطيها دول التحالف في الوقت الحالي لمضاعفة التركيز على العملية السياسية، وإعادة سيادة الدولة اليمنية على كافة أراضيها، وإعادة بناء المؤسسات، وما دمرته الحرب، وسلوك طريق الاستقرار والتنمية الشاملة.

وأضافت الصحيفة : غني عن القول، إن التحالف العربي في اليمن، وفي قلبه المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودولة الإمارات، يتمتع بالصلابة والقوة، وقد عزز آلياته امتحان الأزمة والحرب، وأنه يستعد للمرحلة المقبلة، بأدواته السياسية والعسكرية، وبإصرار على تحقيق أهدافه الاستراتيجية ، هكذا حسمت الإمارات الموقف، وأكدت أن المعارك الحديثة لا تنتهي بإعلان النصر، بل بتحقيق الاستقرار السياسي واستدامته، كما أكدت أن من أهم أهداف التحالف الاستراتيجية، صد محاولات تغيير التوازنات في المنطقة، وعودة الدولة، وتحرير الأرض، واستدامة الاستقرار السياسي.

وقالت "البيان" إن دولة الإمارات، التي تصدرت عالمياً قائمة الجهات التي ساعدت اليمن وشعبه في محنته، والتي قدمت ما هو أغلى من المساعدات ومن كل شيء، شهداءها الأبرار، تشدد باستمرار على أهمية الحل السياسي والالتزام به ودعم جهوده، وأن دورها مستمر في التحالف العربي وفي اليمن، حتى يتحقق الاستقرار السياسي.

من جانب آخر أكدت صحيفة "الإتحاد" أن اهتمام العاصمة أبوظبي بالثقافة اهتمام بالسلام والتعايش وتكريس لقيم الحوار وتقبل الآخر، انطلاقاً من رؤية قيادة حكيمة تؤمن بالدور الحيوي الذي يقوم به التراث بكل مفرداته في التقريب بين الشعوب.

وقالت الصحيفة تحت عنوان "عاصمة الثقافة" : تثبت أبوظبي حضورها المضيء والبهي عالمياً، عبر قيم ثقافية أصيلة وراسخة لإعلاء قيم التسامح والسلام والمعرفة، والاحتفاء بكل ما من شأنه أن يحقق سعادة ورفاهية الإنسان على أرض الوطن، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمقولته // تبقى الثقافة المقياس الأول لمدى تحضر الأمم وقدرتها على التطور والارتقاء //، في تأكيد على اهتمام القيادة بضرورة استثمار الثقافة في تعزيز الوعي بالقضايا العالمية، وإسهام هذا القطاع الحيوي في استشراف المستقبل من تجارب الماضي.

وأكدت "الإتحاد" أن اختيار أبوظبي المدينة الثانية على مستوى العالم في المكانة الثقافية، واعتبارها واحدة من أكثر الوجهات تميزاً في الشرق الأوسط، يعكس جهود إمارة أبوظبي الرامية للاهتمام بالقطاع الثقافي بكل تجلياته والترويج له بكل مكوناته ومنتجاته باعتبارها وجهة حضارية رائدة.

وفي موضوع آخر وتحت عنوان "تونس بعد رحيل السبسي" .. رأت صحيفة "الخليج" أن الساحة السياسية في تونس تبدو بعد رحيل السبسي مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة في ظل الاضطراب السياسي الذي تعيشه البلاد منذ مدة ليست بالقصيرة، لكنها ستتخذ تعقيدات أكبر، حيث تتحضر لانتخابات برلمانية في شهر أكتوبر، فيما تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر المقبل، وفي حين وقف الدستور إلى جانب رئيس البرلمان الحالي، محمد الناصر، لتولي منصب الرئيس المؤقت، فإن مرحلة ما بعد ذلك ستكون صعبة على الجميع، في ظل التغير في التحالفات بين أقطاب الحياة السياسية، التي قد تبقي دوامة الصراع قائمة زمناً أطول، أو تحدث انفراجاً يرسم ملامح تونس ما بعد السبسي.

وقالت الصحيفة : لم تكن وفاة الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، مفاجئة لكثيرين، سواء للشارع التونسي، أو للمراقبين في الخارج، فقد كان دخوله المستشفى العسكري مرتين خلال أقل من شهر، مؤشراً على أن صحة الرجل في تدهور، وبدا عليه ذلك في أول ظهور له بعد بقائه أياماً عدة للعلاج، لكن وفاته ستحدث، ولا شك، تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد، خاصة أن تونس تعيش على إيقاع خلافات سياسية بين أطراف هذا المشهد، لدرجة أن البعض كان يتحدث عن "انقلاب أبيض" كان يدبر ضد الرجل بعد دخوله المستشفى.

وأكدت أن السبسي الذي يعد ثاني أكبر رئيس دولة سناً في العالم بعد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، كان عاملاً من عوامل التوازن السياسي في البلاد، بعد مرورها بعاصفة الربيع العربي التي انطلقت منها في الأساس في نهاية العام 2010، وقد تمكن من العبور بها إلى رحاب الاستقرار، وكان صمام أمان لهذا الاستقرار، على الرغم من المعارضة القوية لنهجه، من قبل خصوم خاضوا معه معارك سياسية تحت عناوين ولافتات عدة منذ انتخابه عام 2014، لكنه في كل الأحوال ظل متمسكاً بأهمية صون كيان الدولة، وضرورة احترام المؤسسات، وهي مبادئ لم تتناف مع إيمانه بضرورة انفتاح النظام، ودمقرطة الحياة السياسية، في ظل حالة من الاستقطابات الداخلية، والخارجية ..مشيرة إلى أن خصومه، يرون قبل حلفائه، أن الرئيس الراحل حرص منذ توليه مقاليد الحكم على ترسيخ المسار الديمقراطي، وتكريس روح التوافق الوطني بالدعوة إلى أهمية المصالحة الوطنية، والدفاع عن هيبة الدولة، وإعادة تموضع تونس، وتعزيز حضورها على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما بدا جلياً خلال السنوات التي بقي خلالها في قصر قرطاج.

واختتمت "الخليج" بالقول : لقد كانت حياة الرئيس الراحل حافلة بالعديد من المحطات والمعارك السياسية، والفكرية، حيث تولى الكثير من المناصب في الدولة التونسية، وكان قريباً من صناع القرار في البلاد، ما أكسبه احترام الكثير من أهل تونس، وجيرانها، وأصدقائها، ومنحته تجارب استطاع توظيفها خلال رئاسته للبلاد، وبرحيله تفقد تونس واحداً من رجالها الذين قدموا الكثير من أجل إعلاء شأنها داخلياً، وخارجياً.

من ناحية ثانية أكدت صحيفة "الوطن" أن السودان لم ينته بعد من دخول الحقبة الجديدة ولا يزال يحتاج لإنجاز كل شيء والإعلان عن بدء المرحلة الانتقالية حتى يمكن الاطمئنان بشكل تام على أنها قد تمت بفضل التوافق التام بين مختلف مكونات الشعب السوداني الشقيق.

وقالت الصحيفة تحت عنوان " عهد السودان الجديد " : لاشك أن توافق جميع الفرقاء في السودان على نزع سلاح المليشيات والدفع باتجاه توافق سياسي خطوة تسرع إنجاز الحل الذي يرضي كافة الأطراف في البلد الشقيق، وبعد أن كان هناك قلق مبرر من قبل جميع الحريصين على مصلحة السودان، بات الشعور بإنجاز التوافق والتفاهم المطلوبين للحل السياسي التام دون ترك أي أمور قد تعرقل التفاهمات الواجبة، أقوى، ويؤكد أن البلد بات يقترب كثيراً من عهده الجديد وطي صفحة الماضي أو الارتهان لأي جماعات سواء قوى داخلية أو أنظمة خارجية .

وأضافت : المليشيات إحدى كوارث السودان سواء على الصعيد الداخلي، أو تجاه الموقف الدولي منه، ولا شك أنها كانت سبباً قوياً لإبقائه زمناً طويلاً على لائحة العقوبات وحرمانه من البيئة السياسة والاستقرار المناسبين، ورغم أن بعض الجماعات لا تزال تتعذر لتبرر عدم نزع سلاحها، لكن عجلة السلام والتوافق إن تسارعت فإن من يتخلف عنها لن يستطيع اللحاق بها وسيجد نفسه في مرحلة لاحقة يحصد الخيبة والندم، لأن المجتمع الدولي المؤيد لإنجاز التوافق لن يتهاون مع أي جماعة يمكن أن تضع العصي في عجلات الانطلاق نحو الغد أو عرقلة قيام الدولة بمؤسساتها، والمليشيات عدوة الدولة وهو ما لا يمكن تصور وجوده.

وقالت : عقود والسودان مغيب ومهمش جراء عقم السياسات التي كان سببها جماعة "الإخوان" الإرهابية، والأنظمة التي تعتقد أن خسارتها مضاعفة مع تنحية البشير والاستعداد لمحاكمته، مثل تركيا وقطر، واليوم فإن المحاولات الانقلابية التي يتم ضبطها ما هي إلا ردة فعل يائسة من قبل من لا يريدون للسودان أن يستقر ويجتاز المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها، وجميعها من أدوات النظام السابق ورموزه التي لا تريد أن تنتصر الإرادة الشعبية وألا يكون هناك توافق كفيل بفتح بوابات الأمل للسودان وشعبه، وإبقائه في متاهات من التعقيدات التي تبعده عن الاستقرار والعهد الجديد الذي يراد منه أن يكون نهجاً مغايراً لما كان عليه الحال سابقا.

أفكارك وتعليقاتك