إيران تبدأ الخطوة الثالثة بتقليص تعهداتها النووية وسط محاولات أوروبية لثنيها عنها

إيران تبدأ الخطوة الثالثة بتقليص تعهداتها النووية وسط محاولات أوروبية لثنيها عنها

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 06 سبتمبر 2019ء) أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقف جميع التزاماتها تجاه الاتفاق النووي في مجال البحث والتطوير النووي، وذلك تنفيذا للخطوة الثالثة من تقليص طهران لتعهداتها النووية.

وعلل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الخميس، في رسالة إلى مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اتخاذ إيران الخطوة الثالثة في تقليص تعهداتها في الاتفاق إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض واشنطن عقوبات مشددة على إيران، وعجز الدول الأوروبية الثلاث عن تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي، وذلك حسب بيان للخارجية الإيرانية​​​.

وبعد يومين من تفاؤل الرئيس الإيراني حسن روحاني بإمكانية التوصل إلى مباحثات تجريها إيران حالياً مع أطراف الاتفاق النووي على رأسهم فرنسا، عاد وحذر من أن الخطوة الثالثة ستحدث "آثارا هائلة"، مانحا الدول الأوروبية شهرين آخرين لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، ومشيرا إلى أن أبواب الدبلوماسية ما زالت مفتوحة.

(تستمر)

وقال روحاني خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي، بعد انتهاء الاجتماع الذي ضم رؤساء السلطات الثلاث في إيران:"خطوتنا الثالثة تشمل تطوير أجهزة الطرد المركزي وإنتاج ما نحتاج لتخصيب اليورانيوم"، مؤكدا أن "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستسرع أنشطتها بما تحتاجه من مستويات".

وكان قد أصدر الرئيس روحاني، يوم الأربعاء، أمرا بانطلاق الخطوة الثالثة بخفض التزامات بلاده النووية، وذلك اعتبارا من اليوم الجمعة 6 أيلول/ سبتمبر.

إيران تخفض تعهداتها النوویة "خطوه تلوی الأخری" ...

وأعلنت إيران مطلع أيار/مايو الماضي أولى خطواتها في تقليص تعهداتها النووية، حیث شملت الخطوة عدم الالتزام بکمیة الیورانیوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة وتجاوز المخزون من الیورانیوم المخصب الی أکثر من 300 کیلو غرام، إضافة لعدم الالتزام بمخزون الماء الثقیل تحت سقف 130 طنا، ووقف بیع المخزون الفائض من الماء الثقیل.

بينما فی السابع من يوليو/ تموز الماضي، أعلنت طهران خطوتها الثانیة، والتي تضمنت تجاوز نسبة تخصیب الیورانیوم من 3.67% الی مایقارب 4.5 واعطت المجال لاحتمالیة رفع هذه النسبة إلى النسبة التي تحتاجها البلاد، کما أعلنت الجمهوریة الاسلامیة أنها جاهزة لتشغیل مفاعل "آراك" مجددا، لکنها قالت أنها تفضل التعاون المشترك مع بریطانیا والصین لتشغیله.

أما الخطوة الثالثة التي تبدأها إيران اليوم الجمعة، والتي سوف تعلن تفاصيلها يوم غد السبت، سوف تشمل العمل على تطوير أجهزة الطرد المركزي، وإنتاج ما تحتاجه لتخصيب اليورانيوم، كما تضمنت الخطوة إزالة جميع القيود المفروضة على البحث، والتطوير في المجال النووي.

ونقلت وكالة "إسنا" الإيرانية عن الناطق الرسمي باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قوله إنه سيكشف يوم غدالسبت عن تفاصيل هذه الخطوة خلال مؤتمر صحفي.

وطالب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيرانيـ مجتبى ذو النور المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في الخطوة الثالثة والرابعة من تقليص إيران التزاماتها في الاتفاق النووي بمراجعة موضوع الحد من التزام طهران بمراجعة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أنه "ربما تشمل الخطوة الرابعة من تقليص الالتزامات بتشغيل جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز، وإعادة مفاعل "آراك" للعمل، وزيادة مستوى التخصيب". وذلك حسبما نقلت وكالة "فارس".

"مقترحات اوروبا المالية لإيران فشلت" ...

دعت وزارة الخارجية الفرنسية إيران يوم أمس الخميس إلى الامتناع عن أي عمل ملموس لا يتوافق مع التزاماتها بالاتفاق النووي لعام 2015، بعد أن اتهمت طهران أوروبا بعدم تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي، وذلك بعد مضي عام على انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرضها عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية ومنعها الدول الأخرى من إنشاء تبادلات تجارية مع طهران.

وقدمت فرنسا قبل إعلان إيران قربها تنفيذ خطوتها الثالثة مقترحا بفتح خطوط ائتمان لإيران تصل قيمتها لنحو 15 مليار دولار مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل بالاتفاق النووي، الأمر الذي رفضته طهران مؤكدة الامتناع عن تسلم 15 مليار دولار (قرضا) وإنما (تقبل ذلك فقط) مقابل بيع نفطها، موضحة أنها لن تتفاوض مع فرنسا ولا غيرها بشأن قدراتها العسكرية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وذلك حسبما نقلت وكالة "إيرنا".

ونقلت وكالة فارس عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور قوله اليوم الجمعة إن "مقترحات أوروبا المالية فشلت في تلبية مطالب وحقوق إيران في الاتفاق النووي"، مؤكدا أن بلاده تصر على أنه يتعين على الأوروبيين أن يوفوا بالتزاماتهم "في أسرع وقت ممكن".

وكان رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، دعا خلال جلسة المؤتمر الاقتصادي الشرقي في وقت سابق من يوم الأربعاء 5 أيلول/سبتمبر، إلى تطبيع الوضع حول الاتفاق النووي مع إيران، واستخدام العلاقات التاريخية معها.

وجاءت تصريحات آبي هذه بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رداً على سؤال صحفيي فريق البيت الأبيض الإعلامي، أن الولايات المتحدة لا تبحث عن وسيط لبدء حوار مباشر مع إيران، على الرغم من تقييمه العالي لجهود يبذلها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وأوضح ترامب أن اليابان أيضاَ كانت بإمكانها تقديم "دعم كبير" للولايات المتحدة في هذا المجال، إذا رغبت واشنطن بذلك.

أفكارك وتعليقاتك