الحضرمي لسبوتنيك: الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف الإمارات في اليمن هو حل أزمة عدن

الحضرمي لسبوتنيك: الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف الإمارات في اليمن هو حل أزمة عدن

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 07 سبتمبر 2019ء) سارة نور الدين. أكد نائب وزير الخارجية اليمني محمد عبد الله الحضرمي أن حل الأزمة في جنوب اليمن هو الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف دور الإمارات، مشددا على أن الحكومة اليمنية ستضطر لمناقشة الأزمة في مجلس الأمن إذا لم تتمكن من الجلوس للحوار مع المسؤولين الإماراتيين​​​.

وقال الحضرمي، في حوار مع وكالة سبوتنيك، "إننا نرحب بالحوار وهذا شيء ثابت، لكن نعتقد أنه المهم الآن هو أن نقف أمام انحراف الدور الإماراتي في التحالف وهذا هو الحل؛ أن نعمل لتصحيح مسار التحالف الذي بسبب القصف الجوي، وما اتضح لنا في الفترة الأخيرة من الإمارات أنه خرج عن المسار".

وأضاف الحضرمي "نعتقد أن الوقوف بجدية وشفافية أمام انحراف الإمارات هو الحل، الحل للعودة إلى عدن، وإعادة بوصلة التحالف للاتجاه صحيح".

(تستمر)

وتابع نائب وزير الخارجية اليمني "لا نريد التركيز على القشور، بالضغط علينا بالتحدث مع الانتقالي، فالانتقالي مهما كان فهم إخواننا، وسيتم الحوار معهم مستقبلا في الوقت المناسب، لكن لباب الأمر الآن هو الجلوس مع الإمارات لحرف البوصلة مرة أخرى للاتجاه الصحيح بعدما انحرفت للأسف الشديد".

وسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات في العاشر من آب/أغسطس الماضي على المؤسسات والهيئات الرسمية في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة، بعد اشتباكات مع قوات حكومية، مما أدى لسقوط نحو 40 قتيلا و260 جريحا خلال 4 أيام فقط، بحسب الأمم المتحدة.

وحول الحوار مع الإمارات، قال الحضرمي "نحن لا نريد التصعيد، لكننا سنكون مقدرين وممتنين للأشقاء في السعودية إذا تم رأب الصدع قبل موعد الجلسة، لكن إن لم يحدث ذلك فسوف نضطر للتحدث حول الموضوع في مجلس الأمن"، مؤكدا "هذا هو الحل، إذا لم نستطع أن نقعد مع الإمارات، فسوف نناقس الموضوع  في إطار مجلس الأمن".

وأوضح الحضرمي "اليمن تحت الفصل السابع لمجلس الأمن، ولدينا جلسة كل شهر لمناقشة ليس فقط قضايا انتهاكات الحوثي في اليمن، بل القضايا التي تمس الأمن والسلم في اليمن بشكل كامل، وما حدث في آب/أغسطس يمس أمن واستقرار البلاد وسيتم مناقشته"، متابعا "نحن رفعنا الدعوة لمجلس الأمن لكي نقول أن ما تم من قصف على قواتنا المسلحة يعد خرقا للقانون الدولي ومعارضا لأهداف التحالف، والإمارات هي من ضمن التحالف".

وأضاف الحضرمي "نحن نعرف أنهم [الإماراتيون] يدعمون التشكيلات [المجلس الانتقالي والحزام الأمني] منذ سنوات، لكن لم نعلن ذلك؛ لأننا كنا في تفاهمات مع الإماراتيين وكنا في حوار مع الإماراتيين من أجل إيجاد مساحة لعمل الحكومة في عدن"، لافتا "كانت هناك صعوبات، معظم المؤسسات أو الأحزمة الأمنية بيد الإمارات، وليست بيد الحكومة الشرعية، كانت هناك مساحة للتحرك نعم، ولكن مقومات النجاح غير موجودة".

وكشف الحضرمي "كنا خلف الأبواب الموصدة نقوم بتشاورات كثير مع الإخوة في الإمارات، بالذهاب بوفود رسمية عالية المستوى، لإيجاد آلية مناسبة تمكن الحكومة من النجاح، لكن الاستهداف الأخير أثبت لنا أن هناك احتمال وجود أجندات أخرى".

وأعرب الحضرمي عن أمله في أن تعيد أبوظبي النظر في سياساتها تجاه اليمن، قائلا "أتمنى أن يكون هناك إعادة نظر واضحة وصريحة من الإمارات لدورها في التحالف، وأن تعرب عن ذلك بصراحة ووضوح، أما مسألة أن تستهدف القوات الحكومية، وتقول إنها قضية دفاع عن النفس، فهذه ليست خطوة في الطريق الصحيح".

وأضاف الحضرمي "نحن الشرعية، ونحن من دعا للتحالف... ولا يمكن استغلال هذه الشرعية لتمرير أجندات لا نعلم حتى ما هي حدودها، وما إذا كانت خرجت عن إطار الأهداف الرسمية"، متابعا "الإمارات جزء كبير من التحالف، يقاتل معنا منذ سنوات ضد الحوثي، لكن نأسف أنه في الفترة الأخيرة سلط من يدعمهم وطيرانه الجوي على قواتنا الحكومية التي جاء في الأصل لدعمها".

وأعلنت الحكومة اليمنية أواخر الشهر الماضي أنها طلبت رسميا انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن؛ لمناقشة القصف الإماراتي الذي استهدف قوات تابعة لها في منطقتي العلم بعدن، ومنطقة أخرى في محافظة أبين، جنوب البلاد.

وقالت الحكومة اليمنية إن الطيران الإماراتي استهدف قواتها بـ 10 غارات جوية مما أسفر عن سقوط 300 قتيل وجريح بينهم مدنيون.

وردت الخارجية الإماراتية قائلة إن أبوظبي "تحتفظ بحق الدفاع عن النفس والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي"، متابعة "بدأت التنظيمات الإرهابية بزيادة وتيرة هجماتها الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن قوات التحالف مما استدعى استهداف المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة".

أفكارك وتعليقاتك