"الداو يارد" في عجمان أحد أهم مراكز بناء السفن الشراعية والقوارب التراثية

"الداو يارد" في عجمان أحد أهم مراكز بناء السفن الشراعية والقوارب التراثية

عجمان ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 19 سبتمبر 2019ء) تشكل إمارة عجمان واحدة من أكبر مراكز بناء السفن الشراعية والقوارب " الداو " في العالم باستخدام الأدوات التقليدية والطرق اليدوية وأحد أهم معالم الجذب السياحي في المنطقة.

ويصل طول ساحل عجمان إلى 26 كيلومترا على شاطي الخليج العربي ويمتد شاطئها الرملي لحوالي 10 كيلو مترات، ويتميز بالرمال الناعمة والمياه الزرقاء الصافية ، مما جعلها واجهة بحرية رئيسية و محط جذب للزائرين..

فيما يضم الجانب الشمالي من خور عجمان منطقة تسمى " الداو يارد " يتم فيها بناء السفن الشراعية باستخدام الأدوات التقليدية والمهارات اليدوية التي تم توارثها من الأجداد أكبر ورشة لتصليح وبناء السفن في الدولة.

وتمثل صناعة السفن واحدة من الصناعات التي اشتهرت في الدولة وتتميز الإمارات بهذه الصناعة منذ سنوات طويلة، بل من مئات السنين حين كانت الوسيلة الوحيدة لنقل البضائع والمسافرين وللاتصال بالدول المجاورة ومد جسور التجارة والجوار ، وكان لها روادها من الجلافين والنجارين والعاملين والتي تعد من أقدم المهن في الإمارات ، حيث كان للسفن دور كبير في اصطياد الأسماك واللؤلؤ اللذين كانا مصدر رزق لهذه العائلات، واليوم أصبحت السفن جزءاً من حياتنا وتاريخنا وحاضرنا ، ومن ماضينا، فهي مهنة الآباء والأجداد.

(تستمر)

وتصل أعداد المصانع العاملة بصناعة السفن الشراعية والخشبية واليخوت في إمارة عجمان أكثر من 25 مصنعا أبرزهم مصنع شركة الخليج لصناعة القوارب والذي يعد علامة بارزة في المجال البحري وجعل من الإمارة مركز مهم لصناعة اليخوت التي تضاهي المستويات العالمية وأصبحت وجهة يقصدها عملاء من مختلف من أكثر من 40 دولة من قارات العالم أمريكا وآسيا واستراليا وأوروبا وذلك لتفردها بين الدول العربية في الصناعة البحرية بآسيا.

ويأتي ذلك إنطلاقا من حرص صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان على الحفاظ على التراث وتعريف النشء الجديد به من خلال تخصيص الأماكن لمزاولة المهنة وتحفيز أصحاب المهن التراثية وتنظيم العديد من الفعاليات التراثية خلال المناسبات الوطنية بتنظيم سباقات القوارب الشراعية، وسباقات التجديف في المراكب الطويلة ، ما يؤكد اهتمام وحرص سموه على الحفاظ على الموروث ونقله للأجيال والعمل على تحقيق رؤية الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه" بأن تكون دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة.

وتنوعت الأدوات المستخدمة في صناعة السفن، فمنها "الرندة" أي "الفأرة" المستخدمة في تنعيم الخشب، و"الجدوم" فأس من الحديد ذات حافة من فولاذ تستخدم كثيراً في تسوية سطوح الخشب و"المجدح" وهي آلة اسطوانية الشكل ورأسها من حديد مدبب الطرف وحين يدار بالقوس يحدث ثقبا في اللوح قبل تثبيته بالمسامير حتى لا يتشقق اللوح من جراء دق المساير.

و"الكلفات" وهو حبل رفيع مصنوع من القطن يتم وضعه بين ألواح الخشب في السفينة لسد الفراغات ما يساعد على عدم تسرب المياه، و"الدامر"، وهو عبارة عن مادة تشبه الشمع شفافة اللون يتم تسخينها حتى تصبح سائلة، وتطلى بها السفينة لإحكام سد المسامات ومنع تسرب المياه إلى الداخل و"الشاكة" هي طباشير يستخدمها الصناع في وضع علامات على السفينة، إضافة إلى استخدام "البلد" وهو عبارة عن كتلة من الرصاص لها عروة يربط فيها حبل به علامات للقياس والتي جعلت من سفن الخليج الخشبية القديمة وخاصة في إمارة عجمان تنفرد وتتميز ، في أشكالها وأنماطها وأغراض استخدامها.

وتعد سفن "البوم" هي الأشهر والأفضل من حيث كفاءتها وحجمها، وكانت تنقل السلع والبضائع عبر موانئ الخليج العربي وموانئ الهند وباكستان وأفريقيا، ويصل طولها إلى 150 قدماً، وتتراوح ما بين الـ 300 و 750 طناً، وهناك نوعان لسفن البوم، منها ما يبحر إلى البعيد ويعرف باسم "السفار"، ونوع آخر يعرف باسم "القطاع"، ويستخدم في الإبحار لوجهات قريبة من موانئ الخليج العربي.

وهناك العديد من السفن القديمة المصنعة من الخشب الصلب، لتشق عباب البحر ومنها ما يعرف باسم "الشوعي"، وتستعمل للبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، وكذلك سفن "الكونية" تستخدم للأسفار البعيدة، ومن أنواع السفن والمراكب التقليدية التي اشتهرت في المنطقة "الصمعا"، وهو قارب خشبي يتراوح طوله بين 25 و80 قدما، وعرضه بين تسعة أقدام و20 قدما فيما يصل ارتفاعه بين ثلاثة و10 أقدام، ويستخدم من قبل الغواصين بحثاً عن المحار وفي نقل الركاب، ويعتبر من القوارب المحلية الأصل، ويشبه إلى حد ما قارب "السنبوك".

ويختلف عنه في شكل المقدمة الذي يطلق عليه "الميل"، وقارب صيد الأسماك يسمى "السنبوك" الذي يتراوح طوله بين 25 و100 قدم، وعرضه قد يصل إلى 20 قدماً، أما ارتفاعه فيتراوح بين ثلاثة و10 أقدام، والسنبوك أحد القوارب التي تستخدم في نقل الركاب داخل وخارج منطقة الخليج، وكذلك قارب "البقارة" يتراوح طوله بين 20 و60 قدماً وعرضه بين تسع أقدام و13 قدماً، ويصل ارتفاعه إلى ثلاث أقدام، وقد استخدم في الغوص وصيد الأسماك فقط، أما "الغيرب" فهو أصغر من قاربي "البتيل" و"البقارة"، ومن السفن القديمة والكبيرة الحجم "البغلة"، وتستخدم في التنقل بين موانئ الخليج العربي واسيا ، وكانت مخصصة للأسفار قبل ظهور سفينة "البوم".

وبلغ حجم الناتج المحلي لإمارة عجمان خلال العام الماضي حوالي 19 مليار درهم، وأحرز قطاع التشييد والبناء والمقاولات نصيب الأسد في القطاعات الاقتصادية الأكثر نمواً في الإمارة، يليه قطاع الصناعات التحويلية.

كما بلغ حجم تجارة عجمان الخارجية خلال الفترة نفسها 5.5 مليار درهم وفق شهادات المنشأ الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة عجمان، فيما بلغت قيمة تصدير منتجات مصانع عجمان ما يقارب مليارين ونصف مليار درهم، وبلغت قيمة إعادة التصدير 3 مليارات درهم طبقاً للبيانات ذاته.

أفكارك وتعليقاتك