إيران ترحب بالحوارمع السعودية وتعلن تقديمها الدعم الاستشاري العسكري للحوثيين

إيران ترحب بالحوارمع السعودية وتعلن تقديمها الدعم الاستشاري العسكري للحوثيين

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 01 اكتوبر 2019ء) رحب رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول رغبته حل الخلافات مع طهران عبر الحوار، مؤكدا أن أبواب إيران مفتوحة للسعودية لحل الخلافات عبر الحوار.

وقال لاريجاني، في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، بثت اليوم الثلاثاء: "نرحب بما نقل عن محمد بن سلمان بأنه يريد حل الخلافات عبر الحوار مع طهران"، مضيفا: "أبوابنا مفتوحة للسعودية ونرحب بحل الخلافات عبر الحوار، وبإمكان أي حوار سعودي إيراني حل الكثير من مشاكل المنطقة الأمنية والسياسية"​​​.

وبعد نحو أسبوعين من تبني جماعة " أنصار الله" اليمنية هجوما بطائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو"، في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية، واتهام الرياض لطهران بالوقوف وراء الهجوم.

(تستمر)

عرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الابتعاد عن لهجة التهديد لطهران، معبراً عن أمله بألا يكون الرد على إيران عسكريا بل سياسيا.

وأكد بن سلمان في مقابلة مع قناة (سي. بي. أس) الأميركية ، يوم الأحد الماضي، أن الرياض وواشنطن ترحبان بلقاء الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، "لكن الإيرانيين هم من يرفضون ذلك"، قائلا "نتمنى ألا يكون الرد على إيران عسكريا وأن يكون سياسيا لأنه الأفضل".

وتدهورت العلاقات بين المملكة والجمهورية الإسلامية، منذ كانون الثاني / يناير 2016 ، حين أثار إعدام رجل الدين السعودي "الشيعي" نمر النمر في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران، تمت خلالها مهاجمة مبنى السفارة السعودية في طهران وإحراقه.

وبعدها قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في كانون الثاني / يناير 2016. وتتهم السعودية إيران باستمرار بالعمل على زعزعة أمن المنطقة ودعم جماعة "الحوثيين" الذين سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، بينها العاصمة صنعاء وسيطروا على معظم محافظة نجران السعودية.

ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، دول المنطقة للمشاركة في الحفاظ على أمن المنطقة دون تدخل أجنبي، مؤكدا على سعي طهران للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال الرئيس الإيراني في كلمة خلال قمة قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، في أرمينيا اليوم الثلاثاء: "سياسية إيران تتمثل في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ومن جملة ذلك حفظ الأمن للملاحة الدولية في مضيق هرمز".

وكان الرئيس الإيراني، دعا في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إنشاء "تحالف الأمل" للسلام بين إيران ودول الجوار في الخليج لتأمين حرية الملاحة وسلامة إمدادات النفط في الخليج.

وعما إذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مستعدا للتفاوض على إنهاء الحرب في اليمن الذي تطالب فيه طهران كشرط مسبق للدخول بأي مفاوضات مع الرياض، قال بن سلمان: "نحن نقوم بذلك كل يوم، لكن نحاول أن ينعكس هذا النقاش من خلال تطبيق فعلي على الأرض"، معبرا عن أمله بأن يؤدي وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم قبل أيام إلى إنهاء الحرب في هذا البلد، لكنه طالب أولا بأن توقف إيران دعمها للحوثيين.

-دعم استشاري عسكري إيراني للحوثيين في اليمن

وكشف رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، عن أن "الحرس الثوري الإيراني يقدم استشارات عسكرية للجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن.

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن باقري قوله اليوم الثلاثاء: "الحرس الثوري الإيراني يقوم بتقديم الاستشارات العسكرية للجان الشعبية اليمنية".

وشدد رئيس الأركان الإيراني على أن "ما أشيع عن نقل طهران لصواريخ إلى اليمن محض كذب"، موضحا: "كيف نستطيع إرسال الصواريخ إلى اليمن في الوقت الذي لا يمكن فيه إرسال الدواء بسبب الحصار".

وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري منذ عام 2015 دعما لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة جماعة "الحوثيين".

ومن قلب الحرس الثوري الذي يمثل يد إيران الضاربة خارج حدودها، أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، أن قواته وضعت حدا لهيمنة الجيش الأميركي كأكبر جيوش العالم وقدرتها المزعومة، وذلك في إشارة إلى تراجع القوات السعودية الذي يدعمها الجيش الأميركي أمام جماعة "الحوثيين" المدعومة من قبل إيران.

ونقلت وكالة فارس عن سليماني قوله اليوم الثلاثاء: "الحرس الثوري مهد الطريق للتغلب على الظروف الحالية في المنطقة".

-وساطات متعددة وتبادل رسائل بين الرياض وطهران

وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، قد يسعى إلى الوساطة بين إيران والسعودية، وذلك بعد إعلانه أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، طلبا منه الوساطة لتهدئة الوضع في المنطقة.

كما نقلت قناة "الجزيرة" القطرية عن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، تأكيده، يوم أمس الاثنين، استعداد إيران والسعودية للتفاوض، مشيرا إلى أن الأخيرة تبحث عن السلام.

وقال عبد المهدي: "أعتقد أن السعودية تبحث عن السلام وحل أزمة اليمن قد يشكل مفتاحا لحل أزمة الخليج".

وفي الرد الإيراني، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، يوم أمس الإثنين ، إن الرئيس حسن روحاني تلقى رسالة من السعودية سلمها له رئيس إحدى الدول، لكنه لم يقدم أي معلومات عن محتوى الرسالة.

وأضاف ربيعي أن طهران مستعدة للحوار إذا غيرت الرياض سلوكها في المنطقة، وأوقفت الحرب في اليمن، موضحا أن الهجوم البري الأخير للحوثيين على محافظة نجران في المملكة يؤكد قدرتهم على تنفيذ هجوم "أرامكو".

وكانت تقارير أشارت إلى أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قدم خلال زيارته للسعودية الأسبوع الماضي، مقترحا للحوار مع إيران "يتلخص في مطالبة السعودية بالجلوس إلى طاولة حوار مع إيران لتخفيف التوتر في المنطقة".

وعن احتمال زيارة عبد المهدي قريبا لطهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي في مؤتمر صحفي يوم أمس الإثنين: "نرحب بزيارته إذا رغب بالمجيء، ولكن لم يتم تحديد أي شيء حتى الآن".

أفكارك وتعليقاتك