الأردن في 2019 .. المصالح الاقتصادية أولوية وإن تناقضت مع رغبات الحلفاء التقليديين

الأردن في 2019 .. المصالح الاقتصادية أولوية وإن تناقضت مع رغبات الحلفاء التقليديين

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 ديسمبر 2019ء) رانية الجعبري. اتسم العام 2019 بتناقض مصالح الأردن الاقتصادية مع التحالفات التقليدية للمملكة، فبينما كان الشارع الأردني يتطلع لتعزيز حركة التجارة عبر انعاش العلاقات الاردنية السورية وعودتها إلى سابق عهدها، كان أبرز حلفاء الأردن، الولايات المتحدة، تعد العدة لحصار دمشق اقتصاديا.

العلاقات الأردنية السورية:

بدأ العام 2019 برفع الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي مع سوريا، فقررت وزارة الخارجية الأردنية تعيين دبلوماسي برتبة مستشار كقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية بدمشق.

تبع ذلك توجيه رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، دعوة رسمية لرئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد أعماله في العاصمة الأردنية في مطلع آذار/مارس 2019.

(تستمر)

وفي آذار/مارس أيضاً سمحت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بالطيران عبر الأجواء السورية، فيما أشارت إلى أنه لم يتم بعد الانتهاء من تقييم مخاطر التشغيل إلى المطارات السورية.

التطور في العلاقات الأردنية السورية، لم يسر باقي العام بذات التسارع الذي كان عليه مطلع العام، إذ كشف رئيس مجلس النواب الأردني السابق والبرلماني الحالي عبد الكريم الدغمي أن السفارة الأميركية في بلاده تحاول منع التجار الاردنيين من التعامل مع سوريا الشقيقة عبر ارشادات ضد المصالح الأردنية والسورية  برزت مؤخرا.

رغم ذلك بقيت العلاقات قائمة ولو ببطء، ففي منتصف كانون الأول/ديسمبر 2019 استعرض وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني طارق الحموري، خلال اتصال هاتفي مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل، العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وتم الاتفاق على ترتيب لقاء يجمع الوزيرين في أقرب فرصة.

العلاقات الأردنية القطرية:

في صيف العام 2017، قرر الأردن أنه لن يسمي سفيرا لدولة قطر، كما قام باستدعاء سفيره من قطر، وذلك بعيد اعلان دول الخليج العربي مقاطعتهم لقطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017. لكن وفي صيف 2019 أعلنت الحكومة الأردنية تعيين زيد مفلح اللوزي، سفيرا في قطر، والموافقة على السفير القطري المرشح للأردن سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني.

كما مثلت عودة العلاقات الأردنية الإسرائيلية أواخر الصيف الماضي، نقطة بارزة في أحداث 2019، فالعلاقات المتوترة بالأساس منذ سنوات، إلى التوتر من جديد، وذلك عند اعتقال السلطات الاسرائيلية لكل من المواطنين الأردنيين من أصول فلسطينية هبة مرعي وعبد الرحمن اللبدي، وأمام مطالبات الحكومة الأردنية بتحرير المواطنين؛ اللبدي ومرعي، وعدم استجابة الجانب الاسرائيلي أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي آخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر أن بلاده استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور احتجاجا على رفض إسرائيل الاستجابة لمطالبها بشأن إطلاق سراح اثنين من مواطنيها Ø

�رى اعتقالهما بصورة غير قانونية منذ أشهر بدون أي اتهامات.

وغرد الصفدي على حسابه الخاص على تويتر مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر معلناً أن هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي سيعودان إلى أرض الوطن قبل نهاية الأسبوع.

عنوان العلاقات الأردنية الاسرائيلية لم يتراجع في الأردن، ففي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عن انتهاء العمل رسميا بملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية "وادي عربة" وفرض سيادة الأردن الشاملة عل كل شبر في البلاد.

وبعد إعلان إلغاء ملحقي الغمر والباقورة من اتفاقية وادي عربا، وتحديداً في أواخر الشهر ذاته قال العاهل الأردني، خلال مشاركته في جلسة حوارية في نيويورك، إن العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها الآن، وأرجع جزءا من الأسباب إلى قضايا داخلية في إسرائيل.

الأردن واضراب المعلمين:

وبما يخص الشأن الداخلي الأردني، شهد الأردن بين أيلول/سبتمبر وحتى مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر أطول إضراب في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية. وتمكنت شريحة المعلمين في الأردن من تحقيق مطالبها عبر تحديدها والإصرار عليها. فحصل المعلمون على مطالبهم في العلاوة واعتذار رسمي من الحكومة جراء الممارسات الأمنية التي تعرض لها المعلمون أثناء تنفيذهم وقفة احتجاجية مطلع شهر أيلول/سبتمبر من العام 2019.

أفكارك وتعليقاتك