إيران ودول الخليج في 2019 .. توتر في العلاقات أعقبه هدوء حذر

إيران ودول الخليج في 2019 .. توتر في العلاقات أعقبه هدوء حذر

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 03 كانون الثاني 2020ء) محمد إسماعيل. شهدت علاقات إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي، في 2019، الكثير من التحديات المباشرة؛ وذلك في ضوء زيادة الضغط الأميركي على الاقتصاد الإيراني.

ووجهت السعودية والإمارات اتهامات لإيران بسبب الأحداث الخاصة بنقالات النفط في مياه الخليج، في مايو/أيار الماضي؛ وكذلك بعد استهداف المنشئات النفطية في المنطقة الشرقية بالسعودية، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

ووصل التوتر بين الطرفين إلى أوجه، مع بداية عام 2019؛ وذلك على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران، ومنع واشنطن دول العالم من استيراد الخام الإيراني.

التوتر الإيراني - الخليجي عقب تشديد العقوبات

فرضت واشنطن، في 8 نيسان/أبريل الماضي، عقوبات مشددة على صادرات النفط الإيرانية، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب؛ في خطوة سبقها الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015.

(تستمر)

وفي أيار/مايو 2019، تعرضت ناقلات نفط، تحمل الخام السعودي والاماراتي إلى أوروبا، للهجوم والتلف؛ ووجهت واشنطن والرياض وأبوظبي الاتهام إلى طهران، التي نفت ذلك.

واعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخليجية، علي رضا عنايتي، في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن الأوضاع في 2019، لم تكن جيدة؛ وذلك لأن "معالجة بعض الأمور لم تتم بشكل عقلاني، وهناك أیاد دخیلة قامت بإثاره المشاکل وخلق الأزمات وتصعيد الأمور"، على تعبيره.

وأعرب عنايتي عن رغبة بلاده بأن "تتغلب لغة الحوار في القضايا الإقليمية، والعودة إلى التهدئة والحوار، الذي يجب أن يكون مفتاحا لحل المشاكل العالقة".

الحرس الثوري يستهدف طائرة استطلاع أميركية

بعد استهداف الناقلات بفترة قصيرة، وبشكل مفاجئ، مساء 20 حزيران/ يونيو 2019؛ أعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة أميركية مسيرة، "بعد دخولها المجال الجوي الإيراني بطريقة غير شرعية".

وقال المتخصص بشؤون الشرق الأوسط مهدي شكيبايي لـ "سبوتنيك"، "بعدما أتت اميركا بثقلها لمواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إيران استبقت الأمر بفعلتين قويتين رادعتين استطاعت تأديب أميركا وبريطانيا، من خلال إسقاط المسيرة الأميركية وحجز السفينة البريطانية؛ وهاذان الأمران أجبرا الدولتين على مراجعة حساباتهما وألا يصلا بالأمور إلى المواجهة العسكرية".

احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق

في الأول من تموز/ يوليو 2019، أعلنت سلطات "جبل طارق" احتجاز ناقلة نفط إيرانية تحمل اسم "جريس1 "، بتهمة نقل النفط إلى سوريا، التي يفرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات.

وردت إيران، في التاسع عشر من ذات الشهر، باحتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز؛ قالت طهران إنها انتهكت قوانين الملاحة الدولية.

وتبع ذلك، إعلان الولايات المتحدة التعاون مع السعودية والإمارات وعدد من دول الخليج ودول أخرى، في 9 تموز/يوليو 2019، لتشكيل تحالف أمني عسكري، الهدف منه حماية أمن الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب.

استهداف منشئات "أرامكو" السعودية

أعلنت الرياض، صباح يوم 14 أيلول/ سبتمبر 2019، استهداف منشآت نفطية تابعة لشركة "أرامكو"، بصواريخ وطائرات مسيرة؛ ووجهت واشنطن الاتهام إلى إيران بالمسؤولية عن ذلك.

ونفت طهران تورطها في هذه الهجمات؛ ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجوم، بأنه رد فعل طبيعي "من الشعب اليمني"، حيث حركة أنصار الله (الحوثيين)، هي من تحملت المسؤولية عن الهجوم.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، أعلنت طهران تعرض ناقلة نفط إيرانية لهجوم صاروخي، مقابل السواحل السعودية في البحر الأحمر.

رؤية إيران لمستقبل الأمن والتعاون في المنطقة

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أعلنت إيران أنها سلمت رسميا الدول المطلة على الخليج مبادرتها الإقليمية للأمن والتعاون في المنطقة "هرمز للسلام" بعدما عرضتها في الأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر 2019.

وسبق ذلك تخفيض في مستوى حدة التوترات بين الأطراف، بعد لقاءات جمعت قادة حرس الحدود البحرية القطرية والاماراتية مع نظيرهم الإيراني في طهران.

واعتبر نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون الخليجية علي رضا عنايتي في حديث مع "سبوتنيك"، أنه لا يمكن مقارنة مشروع إیران للسلام "هرمز للسلام" بالتحالف الأميرکي؛ مؤكدا أن "الأول ينص على تعاون إقليمي بین دول المنطقة الثمانیة، ویشمل جمیع مناحي العمل الإقلیمي المشترك، من التجارة والاقتصاد والسیاسة والثقافة وغیرها، وأن مشارکة الدول المعنیة من المنتجین والمستهلكین في دعم هذه المبادرة تعطي دفعة إيجابية لعمل إقلیمي متكامل، وتساعد في سبل نجاحها.

وقال، "التحالف الأميرکي یتلخص في عمل عسكري، وبني علی أسس هشة، ولم تستطع واشنطن تسویقه؛ وذلك بعد عدة شهور من إعلان تشكيله ولم يجلب إنتباه أطراف مهة".

من جانبه، قال شكيبايي لـ "سبوتنيك"، "إنه على عكس المبادرة الأميركية التي تقوم على تحالف عسكري من دول عربية وغربية، تبقى المبادرة الإيرانية أقل تكلفة وأكثر أغراء للدول العربية، التي تتلقى الدعم من قبل خصمين رئيسيين للولايات المتحدة الاميركية وهم روسيا والصين، وخاصة أن الروس والصينيين لديهم علاقات قريبة ووثيقة مع السعودية ويمكن لهذه العلاقات أن تكون صمام أمان لكل من السعوديين والإيرانيين".

وقال الدبلوماسي الإيراني السباق أمير موسوي لـ "سبوتنيك"، إن "الكرة في ملعب السعودية والإمارات"، معتبرا أن طرح مشروع "هرمز للسلام" فرصة ذهبية لإنهاء الأزمة، من خلال الحوار، وعبر تقسيم المصالح في المنطقة.

ورأى أنه لا يمكن لطرف أن يزيل الآخر، وعليهما أن يجلسا ويتفاهما، وإيران مستعدة للتفاهم؛ لكن هذا التفاهم لن يتم إلا بعد حل الأزمة اليمنية.

أفكارك وتعليقاتك