مصر تعتبر بيان أثيوبيا حول قرار الجامعة العربية بشأن سد النهضة إهانة

مصر تعتبر بيان أثيوبيا حول قرار الجامعة العربية بشأن سد النهضة إهانة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 08 مارس 2020ء) قالت الخارجية المصرية، مساء اليوم السبت، إن البيان الأثيوبي الأخير، الذي علق على قرار جامعة الدول العربية بشأن الموقف الأثيوبي من مفاوضات مشروع سد النهضة، يحمل إهانات للجامعة، داعية المجتمع الدولي لرفض الموقف الأثيوبي.

وقال بيان الخارجية المصرية إن  مصر "تعرب عن رفضها جملة وتفصيلاً لبيان وزارة خارجية جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصادر يوم 6 أذار/ مارس"، مضيف أن " البيان الإثيوبي اتصف بعدم اللياقة، وافتقد للدبلوماسية، وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء"​​​.

ودعا البيان "المجتمع الدولي للانضمام للجامعة العربية في إدراك طبيعة سياسة إثيوبيا القائمة على العناد وفرض الأمر الواقع، وهو ما يهدد بالإضرار بالاستقرار والأمن الإقليميين"، مضيفا "باتت إثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول ذات السيادة الأعضاء في جامعة الدول العربية والتي تسعي إثيوبيا للهيمنة عليها".

(تستمر)

وحول خلافات الجانبين المصري والأثيوبي حول آلية تشغل وملء خزان السد الأثيوبي المقام على نهر النيل، قال البيان، " لا يزال أمامنا حل متوازن لموضوع سد النهضة يؤمن المصالح المشتركة لكافة الأطراف، ويوفر فرصة تاريخية لكتابة فصل جديد من التعاون بين الدول المشاطئة للنيل الأزرق".

وأعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الأربعاء الماضي، عن تضامن الدول الأعضاء مع مصر في مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع إثيوبيا. وشدد المجلس على رفض ما وصفه بأي إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا، داعيا أديس أبابا لتوقيع الاتفاق الذي تم بوساطة من الولايات المتحدة والبنك الدولي.

ولكن الخارجية الأثيوبية انتقدت البيان بوصفه "دعما أعمى" لمصر، مشيدة بموقف السودان الذي تحفظ على المصادقة على قرار الجامعة.

ووقعت مصر أول الشهر الجاري، منفردة، بالأحرف الأولى، على اتفاق سد النهضة، والذي يشمل قواعد ملء وتشغيل السد.

وأكد بيان صادر عن الخارجية المصرية أن مشاركة مصر في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 شباط/فبراير (2019) جاءت من أجل التوصل لاتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذاً للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وأثيوبيا في 23 آذار/مارس 2015، وفيما أشاد البيان بدور كلا من أميركا والبنك الدولي في رعاية المفاوضات، أبدى أسفه إزاء غياب أثيوبيا عن الاجتماع.

فيما أصدرت وزارة الري السودانية بيانا أكدت فيه على التزام السودان بعملية التفاوض لأجل الوصول إلى اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما يحفظ مصالح الدول الثلاث، وضرورة التوصل لاتفاق شامل يتضمن تشغيلاً آمناً لسد النهضة وذلك قبل بدء عملية الملء الأول للسد، وجدد التزام السودان بالعمل على إنجاز اتفاق شامل لملء وتشغيل السد.

كان اجتماع سابق لمفاوضات سد النهضة قد انتهى في واشنطن في 14 شباط/فبراير الماضي، على أن تطرح واشنطن اتفاقا نهائيا على مصر وأثيوبيا والسودان في اجتماع جديد نهاية الشهر، وهو الاجتماع الذي أعلنت أثيوبيا عدم المشاركة فيه قبل وقت قصير من انعقاده.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم 16 كانون الثاني/يناير، في بيان، التوصل لاتفاق مبدأي بين كلا من مصر والسودان وأثيوبيا لملء خزان سد النهضة على مراحل مع مراعاة تخفيف الأضرار على دول المصب، على أن تعود المفاوضات للانعقاد يومي 28 و29 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأعلنت مصر، بوقت سابق من 2019، وصول مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا إلى طريق مسدود، داعية إلى الاستعانة بالولايات المتحدة كوسيط، ولتي دعت بدورها لاجتماع في واشنطن في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واتفق خلاله على عقد أربع اجتماعات بحضور أميركي وتمثيل للبنك الدولي بهدف الوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.

وبدأت أثيوبيا في 2011 في إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق، وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها من مياه النيل، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

أفكارك وتعليقاتك