ماكرون يمدد الحجر الصحي ويوضّح استراتيجيته لمكافحة فيروس كورونا

ماكرون يمدد الحجر الصحي ويوضّح استراتيجيته لمكافحة فيروس كورونا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 14 أبريل 2020ء) للمرة الثالثة منذ بدء أزمة فيروس كورونا في فرنسا توجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الاثنين للأمّة الفرنسية في كلمة متلفزة حضرها الملايين.

وبدأ ماكرون كلمته مثنياً على جهود الطواقم الطبيّة التي تصدّت للفيروس وسمحت بإحراز تقدم في مكافحته​​​.

وأعرب ماكرون عن تفاؤله قائلاً إن أعداد المصابين الذين يستوجب وضعهم العناية المركزة "ينخفض يوماً بعد يوم".

وأضاف :"الأمل يُخلق من جديد"

وأقرّ ماكرون بالأخطاء التي أدت لنقص في المعدات الطبية مما أثّر سلباً على إدارة الأزمة الصحية.

وفي هذا الصدد قال :"لم نكن متحضرين للوباء لكننا واجهناه.حدثت أخطاء وكان هناك نقص في المواد وبطء في الاستجابة لكننا تحركنا بعدها سريعا لمواجهة هذا النقص بعد رصدنا للأخطاء".

(تستمر)

ودافع ماكرون عن "الجهود" التي قامت بها الحكومة لمكافحة الفيروس معطياً مثل المصانع التي بدأت بتصنيع الكمامات الطبية "بشكل كبيركما لو كنا في حالة حرب".

واعتبر ماكرون أن الأسابيع الأخيرة شهدت نجاحا ظهر من خلال "التعاون بين المستشفيات وتصنيع أجهز تنفس اصطناعي وإعادة الفرنسيين إلى بلادهم وتأمين أسرّة إنعاش جديدة".

وحذّر ماكرون من التراخي قائلاً "لم نسيطر بعد على الوباء ويجب أن نستكمل جهودنا وأن نطبّق القواعد".

وكما كان منتظرا أعلن ماكرون عن تمديد الحجر الصحي (الذي ينتهي بعد يوم غد الأربعاء) لغاية الـ11 من شهر مايو المقبل داعياً الشعب خلال الأسابيع الأربعة المقبلة لاحترام القواعد التي وضعتها الحكومة.

وشرح ماكرون الاستراتيجية التي ستتبعها الحكومة بعد  الـ11 من مايو المقبل مطمئناً الفرنسيين أن الحجر لن يمدد مرةً جديدة في حال احترم الجميع قواعد هذا الحجر وفي حال انحسر الوباء.

وقال : " الـ11 من مايو سيكون بداية مرحلة مقبلة وهذه المرحلة ستكون تدريجية".

وتابع:"المدارس والثانويات والحضانات ستفتح أبوابها تدريجيا ابتداءا من  الـ11 من مايو المقبل لكن وللأسف المطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح ستبقى مقفلة".

وأعلن ماكرون عن سلسلة إجراءات لتخفيف الأعباء الاقتصادية والمالية على أصحاب المصالح والموظفين قائلاً "سنمدد معاشات البطالة الجزئية للموظفين والعمال" و "سأطلب من المصارف تأجيل الاستحقاقات المالية".

وطلب ماكرون من كبار السن وذوي الصحة ألهشه البقاء في الحجر الصحي لما بعد الـ11 من مايو حرصا على سلامتهم.

ووعد ماكرون بزيادة عدد الفحوصات الطبية اللازمة لرصد المصابين بالفيروس وذلك بعد انتقادات وُجهت لوزارة الصحة بعدم قيامها بعدد كاف من الفحوصات يومياً.

وفي هذا الشأن قال: ابتداءا من الـ11 من مايو سنكون قادرين على إجراء فحص لكل مواطن تظهر عليه عوارض فيروس كورونا".

وتابع :"ابتداءا من الـ11 من مايو سنؤمن الأقنعة الطبية للمواطنين واستخدام هذه الأقنعة سيصبح معمما".

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة الفرنسية اعتبرت في بادئ الأمر أنه لا ضرورة لوضع القناع الطبي في حال لم نكن حاملين للمرض ،لتعود بعدها وتغير خطابها قائلة إن وضع القناع يحمي الجميع.

هذا وقال ماكرون إن "قلة قليلة من الفرنسيين أصيبت بفيروس كورونا ومناعة القطيع لم تُخلق بعد" في إشارة منه إلى احتمال أن  تطول الأزمة.

وأكد ماكرون أن بلاده تعمل منذ اليوم الأول لإيجاد دواء مضيفاً أن "فرنسا هي أكثر دولة أوروبية قامت بالتجارب الطبية لغاية الآن وسنزيد من الأبحاث التي نقوم بها للتوصل للقاح".

وقال ماكرون إن حدود فرنسا مع الدول الغير أوروبية ستبقى مغلقة مشدداً على أن "الوباء لن يؤثر على ديمقراطيتنا ولا على حرياتنا".

ونفى ماكرون أن يكون لديه تصور مسبق لموعد انتهاء الأزمة قائلاً :"سأكون صريحا معكم، ليس لدينا إجابة حاسمة بشأن متى سوف تنتهي الأزمة."

وشدّد ماكرون على أهمية التعاون الدولي معتبراً أنه " يجب أن نساعد جيراننا في أفريقيا في مكافحة الفيروس ويحب تخفيف مديونيتهم."

وأظهرت هذه الأزمة مدى اعتماد فرنسا على دول أخرى لاستيراد بعض المعدات حيث سبق وطلبت فرنسا من الصين كمامات طبية مما أثار موجة تساؤلات حول قدرة البلاد على تحقيق استقلالية طبية.

وفي هذا الصدد قال ماكرون:"يجب أن نحقق استقلالية زراعية وصناعية وطبية."

وأخيراً أوحى ماكرون بطريقة غير مباشرة بتغيير في سياساته الاقتصادية حيث اعتبر أن " بلدنا اليوم يقف على رجليه بفضل مواطنين لا يكسبون الكثير من المال" في إشارة واضحة إلى الممرضين وعمال النظافة وعمال القطاع الزراعي وقطاع المأكولات الذين لا يتقاضون أجراً عاليا على الرغم من أهمية عملهم.

وختم قائلاً :"لدينا فرصة في هذه الأزمة لكي نثبت إنسانيتنا ونبني مشروعا جديدا".

هذا وسجلت فرنسا اليوم الاثنين 574 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا ليصل إجمالي الوفيات إلى 14967.

وقالت وزارة الصحة في بيان رسمي في وقت سابق اليوم إنه تم تسجيل 335 حالة وفاة جديدة في المستشفيات و239 حالة جديدة في دور رعاية المسنين ليصل بذلك الإجمالي إلى 14967.

هذا وقد تم تسجيل 2673 حالة إصابة جديدة في المستشفيات خلال ال24 ساعة الأخيرة ليصل إجمالي عدد المصابين في المستشفيات الى98076.

وأشارت وزارة الصحة إلى أن 6821 شخصا من بين مجمل عدد المصابين يتواجدون حاليا في العناية المركزة وأن 27718 شخصا تعافوا من المرض وعادوا إلى منازلهم.

أفكارك وتعليقاتك