الجزائر في رمضان .. "كورونا" يقصي زلابية بوفاريك عن المشهد ويحرم مطاعم الرحمة روادها

الجزائر في رمضان .. "كورونا" يقصي زلابية بوفاريك عن المشهد ويحرم مطاعم الرحمة روادها

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 27 أبريل 2020ء) جعفر خلوفي. يعيش الجزائريون واقعا جديدا في شهر رمضان المبارك هذا العام .. واقع رسم "كورونا" ملامحه التي تخالف تقاليد وعادات رمضانية استقرت في النفوس وحرص الناس على اتباعها جيلا بعد جيل.

وتسببت جائحة "كوفيد-19" بتأخير أحداث كان يرقبها المصلّون، فلم يُدشن مسجد الجزائر الأعظم الذي طال انتظاره، ولن تُقام صلوات التراويح في المساجد، كما ستغيب الزلابية (حلوى تقليدية) بوفاريك (مقاطعة بولاية البليدة تحت الحجر الصحي) عن مائدة الولايات الأخرى، وعلى غير العادة تصمت شوارع مدن الجزائر بعد الإفطار، وتخلو المقاهي من لاعبي النرد و"الدمينو"، ويخيّم على البلاد شيء من الحزن، والحنين إلى الأمس القريب.

التسوق.. مخاطرة لا بد منها:

لولا بعض الكمامات هنا وهناك، لن يتبادر إلى ذهنك أن البلاد تعيش أزمة صحية جديّة، صبيحة الجمعة أول أيام شهر رمضان في سوق باب الواد (حي شعبي) بالجزائر العاصمة، عشرات المواطنين يسابقون الزمن لاقتناء حاجياتهم والعودة إلى منازلهم قبل بداية موعد الحجر الصحي .

(تستمر)

. "الأمور تغيرت، لا أشعر برائحة رمضان لكن صحتنا أولى" يقول أحد المتسوقين لوكالة سبوتنيك، ملحا بأن خروجه من المنزل ضرورة لا بد منها "أحاول اقتناء الأساسيات دون ملامسة رغم صعوبة الأمر".

أما الباعة فيشتكون من نقص الزبائن ويقول أحدهم "أعمالنا تضررت كثيراً، والناس لم تتسوق بنفس الدرجة منذ ظهر الفيروس"، مواصلاً بأسف "رغم محاولتي تعقيم المحل دورياً، وتوفير الهلام الكحولي للزبائن الا أن الحركة قليلة مقارنة بالعادة".

وغير بعيد يقف بائع الأواني المنزلية مراقباً حركة المارة، ويكسو وجهه ملامح الضجر، ويقول، لوكالة سبوتنيك، "رمضان هو الشهر الذي أحقق فيه أكبر أرباحي عادةً، فالعائلة الجزائرية معروفة بتغيير الأواني عند قدوم الشهر الفضيل، لكن هذا العام وخوفاً من انتقال الفيروس فضلت معظم العائلات أن تستغني عن هذا التقليد".

الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر، يُسارع المواطنون المحمّلون بكل المنتجات، خطواتهم إلى منازلهم قبل بداية الحجر المنزلي (تم تمديد بداية الحجر المنزلي حتى الخامسة من بعد الظهر) تجنباً للعقوبة.

الشرطة تتعقب مخالفي إجراءات الحجر:

وعلى الرغم من خطابات التوعية، وكذا القوانين الردعية إلا أن أول ليلة من ليالي رمضان عرفت خروقات بالجملة للحجر المنزلي، حيث لم يلتزم العديد من الشباب بتعليمات السلطات، وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لعمليات كرّ وفرّ بين رجال الشرطة وبعض المراهقين الذين لم يتحملوا البقاء في المنازل.

غابت المطاعم وبقيت الرحمة:

عند بداية كل شهر رمضان تنتشر وفي كل ولايات الجزائر، الآلاف من مطاعم الرحمة، أين يأكل الفقير والمسكين وعابر السبيل، بأموال الأسخياء وسواعد ألاف الشباب، أما هذا العام وأمام استحالة فتح مطاعم الرحمة التي تشهد إقبالا واسعا واكتظاظا كان سيؤدي لتوسع رقعة المصابين بالفيروس، اهتدت العديد من الجمعيات لنقل الأطباق إلى أماكن تواجد المعوزين، دون تجمعات ولا احتكاك بين الناس.

وكباقي شعوب العالم، ولتفادي الزيارات لجأ الجزائريون إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال عبر الفيديو، للحديث عن يومياتهم، في المطبخ، العمل أو بين أربعة جدران مترقّبين قرار السلطات بعد ثلاثة أيام، تاريخ نهاية الحجر الصحي، لكن ورغم التخفيفات التي انتهجتها حكومة عبد العزيز جراد، من خلال السماح للعديد من المتاجر والقطاعات الخدماتية بالعمل في يوميات رمضان، يبدو من المستبعد أن تعود الأمور إلى طبيعتها خاصة مع تواصل تسجيل عشرات الإصابات يوميا (الإصابات بلغت 3382، توفي من بينهم 425) الشيء الذي قد يدفع السلطات إلى الإبقاء على الحجر المنزلي، �

�لى أن يتم القضاء على فيروس كورونا، على أمل أن يحل عيد الفطر وقد انحسر الفيروس، ليكون العيد عيدين.

أفكارك وتعليقاتك