نتائج "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لعام 2019 محطة جديدة في تحفيز العمل الخيري

نتائج "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لعام 2019 محطة جديدة في تحفيز العمل الخيري

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 22 مايو 2020ء) شكل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، عن النتائج السنوية لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للعام 2019 في أول احتفالية "افتراضية" من نوعها نظمتها المؤسسة بتقنية الاتصال المرئي لإعلان تقرير أعمالها السنوي محطة جديدة في تحفيز العمل الخيري والإنساني والمجتمعي على مستوى الدولة والعالم.

وتعمل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الأكبر من نوعها إقليميا والمختصة بالعمل الإنساني والإغاثي والمجتمعي، منذ انطلاقتها الأولى قبل خمس سنوات على ترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للعمل الخيري والإنساني المستدام، بفضل عملها المؤسسي والمنهجي لتمكين الفئات الأشد حاجة.

(تستمر)

وتهدف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى تعزيز ثقافة الأمل، والمساهمة في معالجة التحديات التنموية في المجتمعات الأقل دخلا في المنطقة والعالم بشكل مستدام، وتعزيز الاستثمار في العنصر البشري، إلى جانب دعم الارتقاء بواقع التعليم، ومكافحة الفقر والأمراض، والتركيز على تمكين الفئات الهشة، وتعزيز فكر الريادة والابتكار لدى الشباب، وترسيخ قيم التسامح والحوار.

ونشرت المؤسسة مؤخرا نتائج التقرير السنوي لأعمالها خلال عام 2019، من أجل تحفيز العمل الخيري والإنساني وتسليط الضوء على المسارات المتعددة التي اعتمدتها للمساهمة في مد يد العون للفئات الهشة والمهمشة حول العالم والمساعدة على تمكينها وفتح آفاق جديدة من منطلق الأخوة الإنسانية.

ولتوسيع آثار مبادراتها الإنسانية حول العالم لتشمل مختلف الفئات والشرائح، تعمل المؤسسة ضمن خمسة محاور رئيسية هي الرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، والمساعدات الإنسانية والإغاثية، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.

ومن القصص الملهمة في محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض قصة الطفل مؤيد من غزة الذي استطاع بعد سنوات طويلة من ملازمة مكانه رغما عنه البدء في الحركة والاعتماد على نفسه بعد عملية جراحية معقدة.

فعل المشي كان مؤجلا لأكثر من عقد من الزمن بالنسبة لمؤيد العرجاني .. الطفل ذو الـ12 ربيعا من فلسطين عانى من هشاشة العظام منذ ولادته، فلزم الكرسي المتحرك سنوات، ولم يكن بإمكانه المشي والركض مع إخوته، بل كان يكتفي بمشاهدتهم وهم يركضون خلف الكرة مقابل باب الدار أو يقفزون بفرح في برك المطر المتجمعة بعد مطر الربيع المنعش.

والدته كانت له العون والسند، يعتمد عليها وهي ترعاه وإخوته بقلب الأم التي تغرس فيهم الأمل وحب الحياة رغم الصعاب والتحديات في البيت الصغير والوطن الكبير .. وتقول عن إبنها مؤيد الذي لطالما تمنى أن يمشي على قدميه مثل أقرانه: أنا واثقة من أن لديه القدرة على تغيير واقعه الحالي .. ستتغير حياتنا وحياته بعد إجراء العملية الضرورية، إذ سيتمكن من خدمة نفسه بنفسه.

وحين لم تتوفر في مستشفيات مدينة غزة الفلسطينية الإمكانات الطبية لإجراء العملية المعقدة التي احتاجها مؤيد، تكفلت "مؤسسة الجليلة" التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وبالتعاون مع مؤسسة "الأجنحة الصغيرة" التي عاين أطباؤها والمتطوعون فيها حالة مؤيد، بنقله إلى دبي لإجراء العملية الجراحية المطلوبة واستكمالها بخطوات التأهيل والعلاجي الطبيعي بعد الإجراء الجراحي متعدد المراحل.

وفي مستشفى "كينجز كوليدج لندن" بدبي، خضع مؤيد لعملية جراحية مركبة تم خلالها زرع شرائح معدنية صلبة لتقويم عظام ساقيه وترميمها بعد تضررها جراء الكسور المتكررة الناجمة عن هشاشة عظمه .. وهو يستكمل علاجه بعزيمة المصمم وأمل الواثق بأنه سيترك الكرسي المتنقل خلفه ليصبح ذكرى من الماضي.

القصة الثانية من السنغال لسباق مع الزمن؛ بين النور والعتمة، وبين ألوان الحياة وظلمة الانكفاء على الذات، حيث مر عشرون عاما والحاج حبيب سيسي يحاول أن يحصل في العاصمة السنغالية داكار على موعد لعملية جراحية تعالج عينيه من المياه البيضاء التي أصابتهما، فاختلطت أمام ناظريه الأشياء، وفقد القدرة على تمييزها ومعها عمله ومصدر رزقه في الخياطة.

أصبح يشعر بالأشياء تختفي بالتدريج، وصار كأنه يسمع قبل أن يرى، يرهف السمع، يركز أكثر من ذي قبل، يتعكز على حواسه الأخرى لتساعد بصره وتعطيه إحداثيات المكان وأبعاد الرؤية، ولا ينفك يفكر أنه لم يعد شابا، وأن سقوطه أو تعثره وقد تجاوز السبعين من العمر سيؤدي إلى كسور أو إصابات لا تحمد عقباها.

حاول إقناع الهيئات الصحية المحلية بخطورة وضعه، فيما حالته المادية لا تسمح له بتحمل تكاليف الأدوية فكيف بالعملية الجراحية ..

الطبيب الشاب الذي أتى للعمل طبيبا مقيما في المركز الصحي المتواضع في بلدته الصغيرة ميخي؛ الواقعة شمال غرب البلاد على الطريق بين العاصمة داكار ومدينة سان لوي، أخبره أن وضعه الصحي أصبح في مرحلة التهديد بالعمى وأدرج اسمه أخيرا على قائمة المرشحين للعملية في أقرب وقت.

لكن الفرج هذه المرة أتى إليه في بلدته الوادعة بدل أن يذهب هو إلى المدينة الكبيرة .. مجموعة متخصصة من الأطباء والممرضين ومتخصصي الرعاية الصحية والذين يقدمون مجموعة متنوعة من الخدمات الطبية ضمن مخيمهم الطبي المتنقل والمجهز بالمعدات الحديثة حلوا على البلدة مع مؤسسة إنسانية قادمة من بلد عربي.

بعد 48 ساعة من العملية حان وقت إزالة الضماد عن عينيه، كان متلهفا لرؤية صاحبة الصوت المطمئن الرزين التي تدير الفريق وتتحدث الإنجليزية والعربية القريبة إلى ما سمعه منذ سنوات بعيدة في مكة المكرمة.

تطلع إلى الطبيب من أبناء وطنه بامتنان، ثم التفت إلى حيث كان يسمع صوتها ينساب حانيا، رأى ابتسامة حنونة هي أعذب ما رآه منذ سنوات، وعينين واسعتين جلاهما كحل أسود .. نظر إلى السترة التي كانت ترتديها وتحمل شعار المؤسسة الإنسانية التي تعمل معها ضمن المخيم العلاجي الخيري المتنقل .. رأى حروفا عربية فهم منها الكلمة الأولى "نور"، وحين أشكلت عليه الكلمة الثانية قرأها مكتوبة بأحرف لاتينية تحتها فاكتملت الصورة؛ "نور دبي".

وشهد عام 2019 تخصيص "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" لمشاريع محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض 118 مليون درهم، ولامست برامجها ضمن هذا المحور حياة 7.5 مليون إنسان حول العالم.

وتندرج ضمن محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض مؤسستان رئيسيتان تعملان تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وهما مؤسسة نور دبي، ومؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية.

ويحقق محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض ضمن "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" غاية إنسانية سامية تتمثل في توفير الرعاية والعلاج واللقاح للفئات الهشة من الأطفال والأمهات وأصحاب الهمم والارتقاء بمستويات الرعاية الصحية في المجتمعات النامية ودعم الأبحاث العلمية والدراسات الطبية الهادفة لإيجاد العلاجات واللقاحات للأمراض والأوبئة حول العالم.

أفكارك وتعليقاتك