ممثل برنامج الغذاء: الأمن الغذائي اللبناني مهدد بسبب التضخم في أسعار المواد الغذائية

ممثل برنامج الغذاء: الأمن الغذائي اللبناني مهدد بسبب التضخم في أسعار المواد الغذائية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 27 مايو 2020ء) أعلن المدير القُطري لبرنامج الغذاء العالمي وممثله في لبنان عبد الله الوردات، أن الأمن الغذائي اللبناني مهدد بسبب التضخم في أسعار المواد الغذائية، مشيراً إلى أن سلة السلع الغذائية الأساسية في البلاد ارتفع سعرها بنسبة 108 في المئة بين شهرين أيلول/سبتمبر 2019 وأيار/مايو 2020.

وقال الوردات لوكالة "سبوتنيك" أنه "حتى قبل بدء أزمة (كوفيد-19)، وما نتج عنها من إغلاق للنشاط الاقتصادي، كان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قلقاً من أن الوصول إلى الغذاء في لبنان مهددٌ بسبب التضخم المستمر في أسعار المواد الغذائية، والذي بدأ في الأشهر الأخيرة من العام 2019، إلى جانب الكساد الاقتصادي الذي تسبب في فقدان الوظائف وانخفاض الرواتب على نطاق واسع "​​​.

(تستمر)

ولفت الوردات إلى أن "لبنان يعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية من الخارج، وقد أدت الندرة الأخيرة في الدولار الأميركي، وإجراءات مراقبة رأس المال، إلى تعريض توفر الغذاء للخطر، حيث يواجه مستوردو المواد الغذائية عقبات متزايدة في سداد المدفوعات في السوق الدولية".

وأوضح الوردات أنه "بين شهري أيلول/ سبتمبر 2019 وأيار/مايو 2020، سجل برنامج الغذاء العالمي زيادة بنسبة 108 في المئة في سعر سلة السلع الغذائية الأساسية الثمانية (الأرز، البرغل، المعكرونة، الفاصوليا البيضاء، السكر، زيت عباد الشمس، الملح، واللحوم المعلبة) والتي يمكن الركون إليها لتحديد قيمة التحويلات النقدية الضرورية لبرامج المساعدة الغذائية التي تستفيد منها العائلات اللبنانية والعائلات اللاجئة السورية الضعيفة".

وأشار مسؤول برنامج الغذاء العالمي إلى "انخفاض قدرة الأسر اللبنانية على توفير الغذاء المناسب والكافي، لا سيما في أوساط الناس الأكثر فقراً وضعفاً، وذلك بسبب تضخم أسعار الغذاء إلى جانب التضخم الذي يؤثر على المنتجات والخدمات غير الغذائية، وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية في مقابل الدولار الأميركي، بجانب البطالة وانخفاض الرواتب".

الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب كان قد حذر، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، من أن لبنان يواجه خطر أزمة غذائية كبيرة ثلاثية الأبعاد، لخص أسبابها بتركيبة الاقتصاد اللبناني والأزمة المالية التي تمر بها البلاد، بجانب انتشار فيروس "كورونا".

وفي هذا السياق، قال الوردات إن "الأمم المتحدة تعرّف الأمن الغذائي بأنه القدرة في جميع الأوقات على الوصول المادي والاجتماعي والاقتصادي إلى غذاء كافٍ ومأمون ومناسب يلبي تفضيلات الانسان واحتياجاته الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية".

وأضاف أنه "في حالة لبنان، يساور برنامج الغذاء العالمي القلق بشأن قدرة الأسر الضعيفة على توفير الغذاء الكافي والمناسب على أساس يومي"، محذراً من أن "أي تدهور في الظروف الاقتصادية والمالية الهشة الحالية سيؤثر على الأسر الأكثر ضعفاً، والتي تعيش بالفعل في فقر وتكافح من أجل تلبية احتياجاتها".

ولفت الوردات إلى انه "يمكن أن يكون لندرة الدولار الأميركي في السوق تأثير ضار على الواردات الغذائية، وبما أن لبنان يعتمد بشكل كبير على الواردات، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة ندرة الغذاء، كما أن القطاع الزراعي سيعاني أيضاً من ارتفاع أسعار المدخلات المستوردة مثل البذور والأسمدة".

أفكارك وتعليقاتك