محلل سياسي: واشنطن تريد من الحوار الاستراتيجي فرض إملاءات على العراق والاستحواذ على ثرواته

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 12 يونيو 2020ء) رأى المحلل السياسي العراقي عبد القادر النايل، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة الأميركية تريد من خلال الحوار الاستراتيجي الذي يجري حاليا بين بغداد وواشنطن فرض إملاءات على الحكومة العراقية والاستحواذ على 80% من ثروات العراق لا سيما النفطية تحت تصرف شركاتها الكبرى، ووصف الحوار بأنه "أميركي- أميركي ".

وقال النايل في حديث لوكالة "سبوتنيك" أن "هناك تفاوضات وإملاءات واضحة من الجانب الأميركي حول الانتخابات في العراق، وكلها تدخلات واضحة تماما، كما أنه سيطرح بالمستقبل عملية إبقاء القواعد الأميركية الكبرى كقاعدة عين الأسد غرب الأنبار وقاعدة حرير في أربيل كقواعد استراتيجية يحق للولايات المتحدة استخدامها ليس فقط في العراق وإنما على مستوى الشرق الأوسط"​​​.

(تستمر)

وأضاف أن القضية تتعلق في أربعة أطر أساسية، فالولايات المتحدة تريد أن تتفاوض سياسيا ما يعني "أن هناك تدخلا في شكل العملية السياسية القادمة"، وتابع أن الإطار الثاني يتضح في أن "الولايات المتحدة لديها اتفاقية أمنية وعسكرية تريد فرضها كما أسلفنا، وفي مقدمتها أن تكون القواعد الرئيسية تستخدمها يعني قاعدة عين الأسد وأربيل".

أما المحور الثالث، يضيف النايل، هو المتعلق بالاقتصاد حيث تريد واشنطن "طرح بقائها اقتصاديا والاستحواذ على 80% من ثروات العراق لا سيما النفطية تحت تصرف شركاتها الكبرى"، لافتا إلى أن "المحور الأخير هو الاجتماعي والثقافي وبالتالي تريد الولايات المتحدة أيضا التدخل في هذه القضية".

كان البرلمان العراقي، قد دعا مطلع شهر يناير القوات الأميركية وغيرها من القوات العسكرية الأجنبية إلى مغادرة الأراضي العراقية مع تنامي الغضب من قتل القائد العسكري الإيراني البارز في الحرس الثوري اللواء، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية أميركية في بغداد.

في حديثه لسبوتنيك أوضح المحلل العراقي "نحن أمام تفاوضات كبيرة تماما بهذا الإطار، والحكومة ليس لديها أوراق ولا يمكن لها أن تفاوض الولايات المتحدة"، موضحا "بالتالي نحن أمام إملاءات أمريكية ستفرض على هذه السلطات".

كما أشار إلى أنه لا يمكن التعويل على نجاح المفاوضات فيما يخص المصالح العراقية "لأنه لا يمكن أن يكون هناك أوراق عراقية يمكن أن تتفاوض فيها مقابل أن تتنازل واشنطن عن مصالح لها داخل العراق بسبب أن الطبقة السياسية رهنت الاقتصاد العراقي لأمريكا، وبالتالي معلوم تماما أن الاحتياطي المالي الآن هو تحت وصاية الرئيس الأميركي في البنك الفيدرالي وبالتالي هو يتحكم في عملية إطلاق السيولة المالية ويحافظ على بقاء العملية العراقية التي توازي الدولار بقضية مقاربة".

ولفت النايل إلى أن الوفد العراقي المفاوض "ضعيف لا يمكن الاعتماد عليه ولا يمتلك الخبرة، (أحد أعضاء الوفد لا يجيد القراءة والكتابة كان يعمل لدى عادل عبد المهدي في فرنسا بمطبعته الخاصة)".

وأردف أن "هناك معلومات مسربة لنا أن الوفد الإيراني الذي قدم قبل أسبوعين إلى العراق سلم لحكومة الكاظمي ملفات يراد من خلالها طرحها على الأميركيين، تضمن عدم تعرض القوات الأميركية إلى أي عدوان من المليشيات الموالية لإيران مقابل السماح للتحرك الإيراني بريا نحو سوريا، وبالتالي إبقاء عمليات التهريب والمليشيات في الحدود العراقية السورية".

من جهة أخرى، رأى النايل أن "تصريح محمد الحلبوسي (رئيس البرلمان العراقي) الذي صرح فيه على أن الوفد لم يشاركوا فيه وقد أهملوا اتحاد القوى يدلل حجم الإقصاء والتهميش الذي يتعرض إليه المكون السياسي باسم العرب السنة في العراق من خلال عدم السماح بمشاركة شخصية من الأحزاب السياسية بالوفد المفاوض مع الجانب الأميركي".

وأضاف أن "هذا التصريح في الحقيقة يعكس أن الكاظمي يسير على خطوات أسلافه من رؤساء الحكومات السابقة الممثلين للأحزاب الشيعية المسيطرة على حكم العراق، ومن جهة أخرى أيضا يعكس فشل محمد الحلبوسي وعدم قدرته على أن يشرك ممثلا عن اتحاد القوى في النقاشات والحوارات والتفاوضات مع الجانب الأميركي".

وأشار النايل أيضًا إلى أنه "لا يوجد هناك ملفات يمكن التعويل عليها لصالح الشعب العراقي في الحوار الاستراتيجي"، مضيفًا أن الوفد العراق "يحمل بعض من أعضاءه الجنسية الأميركية، لذلك أنا أقول إن الحوار الذي يجري هو حوار أميركي-أميركي وليس حوار أميركي-عراقي ".

وبدأت أمس الخميس، الجلسة الأولى من الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي للتوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات بين البلدين، وسط أجواء من التوتر خيمت على العلاقات بين بغداد وواشنطن طوال الفترة الماضية.

وشهد الوجود الأمريكي بالعراق مخاطر كبيرة خلال هذا العام وخاصة بعد عملية اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس مما أدى إلى اندلاع مظاهرات حاشدة تطالب برحيل القوات الأمريكية من العراق.