دائرة الصحة - أبوظبي تتعاون مع جامعة كاليفورنيا ومعهد الجينوم المبتكر لتأسيس مراكز للجراحة الجينية

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 04 يوليو 2025ء) أعلنت دائرة الصحة – أبوظبي عن شراكة طموحة مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، تهدف إلى بحث تأسيس أول مراكز من نوعها للجراحة الجينية بالعالم، وذلك في كل من أبوظبي وكاليفورنيا.

تهدف الشراكة التي أعلن عنها خلال زيارة قام بها وفد من منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى دفع جهود الإمارة لتبوء موقع الريادة في مجال الطب الجيني، وتطوير علاجات جينية شخصية تُحدث نقلة نوعية في تقديم الرعاية الصحية، بما يعود بالنفع على المجتمعين المحلي والعالمي.

وتُعد الجراحة الجينية تقنية طبية مبتكرة تعمل على تعديل أو استبدال الجينات المعيبة داخل الخلايا لعلاج الأمراض أو الوقاية منها، من خلال علاجات مخصصة باستخدام تقنيات متقدمة مثل “كريسبر” التي يمكن تصميمها بدقة وفق الطفرات الجينية الخاصة بكل مريض.

(تستمر)

وستتيح المراكز الجديدة تشخيص وتصحيح الحالات الجينية المعقدة في مراحل مبكرة لتحسين النتائج العلاجية، وستستفيد من تقنيات كريسبر CRISPR وستقدم إجراءات علاجية مخصصة مبنية على الملف الجيني للمريض قادرة على الارتقاء بالنتائج العلاجية ما يُمهد لمستقبل واعد للرعاية الصحية.

وأكدت سعادة الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، أن هذه الشراكة تعكس التزام أبوظبي بالابتكار في المجالات العلمية المتقدمة، بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، مشيرة إلى أن المبادرة تفتح آفاقاً لتصحيح الحالات الجينية قبل الولادة، والحد من الأمراض المزمنة وتكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل، بما يُعزز صحة المجتمع داخل الدولة وخارجها.

وتهدف الشراكة إلى تقديم حلول فعّالة للمرضى الذين يعانون من أمراض وراثية ونادرة، من خلال تسخير البنية التحتية المتطورة في أبوظبي وقدراتها في مجال البيانات الجينية، إلى جانب خبرات جامعة كاليفورنيا في علاج الأجنة والأطفال، وإمكانات معهد الجينوم المبتكر في تحرير الجينات.

من جهتها قالت الدكتورة تيبي ماكنزي، مديرة مجلس إدارة مركز الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “نشهد اليوم فرصة واعدة لتطوير علاجات تنقذ حياة المرضى المصابين بحالات وراثية معقدة، من خلال برامج تعتمد على تكامل التخصصات، وتربط بين التشخيص الدقيق وتنفيذ استراتيجيات علاجية آمنة في مجال جراحة الجينوم”.

ويُعطي التعاون أولوية لبناء القدرات الوطنية، عبر تدريب الجيل الجديد من الكوادر الإماراتية المتخصصة في جراحة الجينوم والابتكار السريري.

كما يهدف إلى دعم الأسر من خلال التدخل المبكر في علاج الحالات الوراثية، بما يقلص الحاجة لعلاجات طويلة الأمد، ويُخفف من الأعباء على النظام الصحي، ويُرسخ مكانة أبوظبي مركزا عالميا للرعاية الجينية وابتكارات علوم الحياة.

بدوره قال الدكتور فيودور أورنوف، أستاذ العلاج الجزيئي بجامعة كاليفورنيا – بيركلي، ومدير علاجات كريسبر في مجلس معهد الجينوم المبتكر وداناهير: “ شهد هذا العام علاجا رائدا باستخدام تقنية كريسبر، تم تصميمه وتنفيذه عند الطلب لطفل يعاني من اضطراب وراثي نادر، في وقت قياسي وتتمثل رؤية المعهد، كما حددتها مؤسسته جينيفر دودنا، الحائزة على جائزة نوبل، لعام 2020 في جعل تحرير الجينات معياراً للرعاية الصحية عالمياً، بغض النظر عن مكان ولادة المريض”.

وأضاف أن الشراكة الوثيقة بين المعهد وداناهير، والتي أسهمت في تحرير الجينات عند الطلب في وقت سابق من هذا العام توفر، أساساً تكنولوجياً وتصنيعياً متميزاً لتوسيع نطاق هذه الأساليب العلاجية، ويشرفنا التعاون مع الخبرات السريرية الرائدة عالمياً في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو لاستكشاف كيفية توسيع نطاق كريسبر ليشمل الأطفال الذين يعانون من أمراض وراثية حادة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

تنسجم هذه الشراكة مع رؤية أبوظبي الرامية لتوظيف علوم الجينوم في مجالات الصحة العامة ودفع عجلة التحول نحو الرعاية الشخصية والوقائية.

ويتصدر برنامج الجينوم الإماراتي هذه الجهود المبذولة في أبوظبي، إذ نجح بوضع التسلسل لأكثر من 800 ألف عينة جينية حتى اليوم، سعياً لإنشاء إحدى أكثر قواعد البيانات الجينية الوطنية تنوعاً على مستوى العالم.

ودعم هذا البرنامج بالفعل العديد من المبادرات مثل النظام الوطني لتقارير الصيدلة الجينية، مع توافر أكثر من 160 ألف تقريرالآن للمساعدة في تصميم الخطط العلاجية بناءً على الملفات الجينية للأفراد.

ومن الإنجازات الأخرى إدخال الاختبار الجيني ضمن برنامج فحوصات ما قبل الزواج، وإطلاق برنامجال فحص الجيني لحديثي الولادة، وتطوير منصة الجينوم المرجعي الإماراتي.

ويجري تعزيز هذه الجهود عبر صقل مهارات أكثر من 100 طبيب إماراتي في مجال طب الجينوم والمشورة الجينية ضمن برامج تدريبية متقدمة، بما يُسهم فيتعزيز الخبرات المحلية في هذا المجال الحيوي.

وفي خطوة طموحة أخرى، أطلقت أبوظبي علاج "كاسجفي"(CASGEVY) للمرة الأولى في دولة الإمارات، وهو أوَّل علاج بتقنية التحرير الجيني "كريسبر-كاس9"، لمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، إضافة إلى برنامج الطب الشخصي الدقيق لعلاج الأورام، والذي قدّم رعايةً مخصصة لأكثر من 250 مريضاً بالسرطان.

وتُؤكّد هذه المبادرات مجتمعةً التزام أبوظبي بتطوير حلول جينية تلبي الاحتياجات الواقعية وتُحسّن من النتائج الصحية وتُخفّف أعباء المرضى على المدى الطويل.

يُذكر أن وفداً برئاسة دائرة الصحة – أبوظبي قام بزيارة إلى الولايات المتحدة خلال الفترة من 15 إلى 21 يونيو 2025.

وركزت الزيارة على تبادل الرؤى وتوقيع شراكات استراتيجية تهدف إلى توظيف الأنظمة المتقدمة في البلدين لتسريع وتيرة الابتكار وتحقيق نتائج ملموسة.

ومثل الوفد منظومة الابتكار في أبوظبي، وضم نخبة من الجهات من مختلف القطاعات، بما في ذلك مكتب أبوظبي للاستثمار، مبادلة بايو، M42، مدينة مصدر، كيزاد، بيورهيلث، StartAD، الاتحاد للشحن، جامعة نيويورك أبوظبي، جامعة خليفة، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.